بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، اثير الحديث حول مذكرة القبض الصادرة بحق دونالد ترامب قبل حوالي ثلاث سنوات، إذ علق الباحث في الشأن القانوني والسياسي حبيب القريشي، على كيفية تعامل العراق مع دونالد ترامب.
وقال القريشي، إنّ "العراق يتعامل مع الرئيس الجديد دونالد ترامب دون النظر لمذكرة القبض التي صدرت، لأن العلاقات الأميركية العراقية ينظمها القانون الدولي والاتفاقيات الدولية عبر المؤسسات الرسمية، كما لا نتوقع أن يقوم ترامب بزيارة للعراق في ولايته الثانية".
وأضاف أنه "من الجانب القانوني، لا يمكن تطبيق هذه المذكرة على الرئيس الأميركي لأنه يتمتع بحصانة من القضاء الأجنبي لأي دولة أخرى، ولا يمكن محاكمة رؤساء الدول الأجنبية أمام قضاء دولة أخرى وهذا ما نص عليه القانون الدولي".
وبيّن الخبير في الشأن القانوني أنه "فقط في حال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة قبض ضد أحد وهو في السلطة، قد تنفذ، على الرغم من عدم تطبيق ذلك إلا في حالة واحدة في يوغسولافيا السابقة، لذلك لن تؤثر مذكرة القبض على العلاقة بين العراق والولايات المتحدة والرئيس القادم".
من جانبها، كشفت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، عن كيفية تعامل العراق مع دونالد ترامب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع وجود مذكرة قبض صادرة بحقه من قبل مجلس القضاء الأعلى.
وقال عضو اللجنة مختار الموسوي، ان "ترامب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترامب الى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن"، مشيرا الى أن "أمريكا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة".
وأضاف الموسوي، وهو نائب عن الإطار التنسيقي أن "ترامب لا يعترف بالحكومة العراقية ولا يحترم السلطات في العراق"، لافتا الى أن "زيارته للعراق أثناء ولايته السابقة اختصرت فقط على زيارة جنوده في قاعدة عين الأسد بمحافظة الانبار، لكن العراق سيتعامل مع ترامب بشكل طبيعي".
وختم عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية أنه "في حال زار ترامب العراق خلال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى، فهي تمنع أي تنفيذ تلك مذكرة بشكل حقيقي بحق ترامب".
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني كان قد هاجم بشدة، إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك خلال كلمة له في حفل تأبيني أقيم ببغداد العام 2023 بالذكرى السنوية لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس بغارة جوية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
وكان القضاء العراقي أعلن في السابع من كانون الثاني 2021، صدور مذكرة اعتقال من محكمة تحقيق الرصافة في بغداد، بحق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في إطار التحقيق الخاص باغتيال رئيس أركان الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أميركية استهدفته في العاصمة بغداد، برفقة قائد الحرس الثوري الإيراني حينها قاسم سليماني.
وأوضح بيان رسمي، صدر حينها، أن "القرار يستند لأحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي النافذ، مؤكداً أن "إجراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب".
وصرح رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، في وقت سابق، بأنه "أصدرنا مذكرة قبض بحق ترامب ولن نتردد باتخاذ الإجراءات القانونية".