اخر الاخبار

شهدت الأيام القليلة الماضية على التوالي قمتين لبلدان مجموعة السبعة، والبلدان الأعضاء في حلف الناتو. ويمكن القول ان السياسات الاقتصادية التي ناقشتها القمة الأولى وجدت انعكاسها في القمة الثانية.

قمة موسعة

 قمة مجموعة السبعة التي انتهت الأحد الفائت في كورنا البريطانية، يمكن اعتبارها موسعة، لمشاركة كل من الهند وكوريا الجنوبية وجنوب افريقيا في اعمالها، الى جانب ما يسمى بالسبعة الكبار. وان هدف القمة الرئيس كان تجميع القوى لمواجهة الصين أولا وكذلك روسيا في نسخة جديدة للحرب الباردة، في إطار النظام الرأسمالي السائد. وفي سياق الصراع الاقتصادي تسعى الرأسمالية الغربية افشال مشروع “طريق الحرير الجديد” الصيني، بواسطة مشروع عالمي لمواجهة التغييرات المناخية في البلدان النامية، رصدت له بشكل اولي 100 مليار دولار. لقد سعوا في الإعلان الختامي للقمة، إلى زيادة الضغط على بكين بمزاعم خطيرة فيما يتعلق بـ “الممارسات التجارية” وملف حقوق الإنسان.

 وأضاف البيان الختامي، تريد مجموعة السبعة “الاتفاق على نهج جماعي للطعن في السياسات والممارسات المعادية للسوق التي تقوض التدفق العادل والشفاف للاقتصاد العالمي”. وذكرت تقارير ان هناك تباينا بين دول المجموعة بشأن هذا التوجه، ففي الوقت التي تبنت اليابان مواقف متشددة، دعت المانيا وإيطاليا الى مراعاة المصالح الاقتصادية، والمشتركات في مواجهة التغيرات المناخية.

ولا يزال من غير الواضح هل ستنفذ مجموعة السبعة ما ألزمت نفسها به؟. يشير نقاد القمة إلى عدم الالتزام بقرارات قمم سابقة مثل توفير 100 مليار دولار أمريكي سنويًا لحماية المناخ في البلدان الفقيرة، اعتبارا من عام 2020، خلال قمة المناخ 2009 في الدنمارك. المبادرة الموجهة ضد “طريق الحرير الجديد”، والتي يتم إطلاقها الآن تحت اسم “إعادة بناء عالم أفضل”، تهدف إلى تعزيز مشاريع البنية التحتية في البلدان النامية بطريقة “شفافة” و”مستدامة” وأسلوب “صديق للبيئة”؛ ومع ذلك، لم يتضح من أين ستأتي الأموال. لم ينجح مشروع الاتحاد الأوروبي ذو الدوافع نفسها من عام 2018، والمعروف بـ “استراتيجية الربط الاتحاد الأوروبي وآسيا”.

وكانت هناك انتقادات لوعد مجموعة السبعة بتزويد البلدان الفقيرة بمليار جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا بحلول عام 2022. ووفقًا للتقديرات، ستكون هناك حاجة إلى ما بين 8 - 11 مليارًا جرعة . من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن عرض مجموعة الدول السبعة غير كاف بشكل واضح. واشر رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون “فشلا أخلاقيا” لمجموعة السبعة. تحدثت المستشارة الالمانية ميركل عن 2.3 مليار جرعة لقاح يمكن تسليمها بحلول نهاية عام 2022، منها 350 مليون تقدمها ألمانيا. ويبقى السؤال من أين ستأتي هذه الكميات، إذا استمرت الدول الغنية في إعطاء الأولوية لتطعيم الأطفال واللقاحات الداعمة؟ بالإضافة الى ان برلين لا تزال ترفض تحرير براءات اختراع اللقاح للتصنيع في بلدان أخرى.

وفي قمة الناتو أيضا

التزمت قمة الناتو التي عقدت في اليوم التالي بالنهج السياسي لقمة مجموعة السبعة، وترجمتها امنيا وعسكريا. اتفقت الدول الثلاثون الأعضاء في الناتو على ان الصين تمثل الخصم الرئيسي. وجاء البيان الختامي بمثابة رسالة موجهة للصين وروسيا. وعكس البيان التزام الحلفاء بتحقيق الأماني الأمريكية. ولم تشهد القمة سوى اختلافات هامشية بشأن بعض التفاصيل.

ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن البيان: “إن التأثير المتزايد للصين وسياساتها الدولية يمكن أن يفرض تحديات يجب علينا كحلف التصدي لها معا”. “وفي المستقبل، سيركز الناتو على الصين” بهدف الدفاع عن المصالح الأمنية للحلف”. وزعم البيان أن الصين تراكم بسرعة ترسانتها النووية وتنشر بانتظام معلومات مضللة وتنتهك القيم الأساسية. وطالب البيان الصين بأن تتحلى بالشفافية فيما يتعلق بقدراتها النووية وأن تتخذ تدابير لبناء الثقة.

وفي لقاء مع السكرتير العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ صباح الاثنين الفائت، دعا بايدن إلى التصعيد. لأن: “لدينا روسيا، التي لا تتصرف كما كنا نأمل، وكذلك الصين”. لذلك قررت قمة بروكسل مضاعفة التسلح: في المستقبل، يمكن أيضًا اعتماد بنود التحالف في حالة وقوع هجمات في الفضاء. كما سيتم إنشاء مراكز تكنولوجية لتطوير أسلحة وأنظمة دفاع جديدة.

وعكست قمة الناتو أيضا ان الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني جونسون، كانوا أكثر زعماء الناتو تشددا ضد المنافسين الاستراتيجيين الصين وروسيا.

عرض مقالات: