حظي اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية بدعم قوي من حكومتي بوليفيا والبرازيل. ووصف الرئيس البوليفي لويس آسري القرار بأنه «حدث تاريخي».
بوليفيا
وكتب آرسي على منصة «اكس»: إن هذه «رسالة قوية إلى العالم، وخاصة إلى كل الذين يعارضون وقفا فوريا لإطلاق النار: يجب أن تتوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني على الفور».
وفي تشرين الأول 2023، قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وقال نائب وزير الخارجية البوليفي فريدي ماماني ماتشاكا: „نرفض وندين الهجوم العسكري الإسرائيلي العدواني على قطاع غزة».
ودعت بوليفيا إلى «وقف الهجمات على السكان الفلسطينيين» وأدانت معاملة إسرائيل «العدوانية» للمنظمات الدولية التي تقدم المساعدات الإنسانية في غزة. كما دعت وزيرة شؤون الرئاسة ماريا نيلا برادا إلى «الحوار والحلول الهيكلية» لمنع «تصعيد الصراع على المستوى العالمي».
البرازيل
وصف الرئيس البرازيلي « لولا» قرار الدول الأوروبية الثلاث (اسبانيا، ايرلندا والنروج) بأنه «تاريخي» لسببين: «لكونه يتوافق مع حق تقرير المصير لشعب بأكمله، الذي تعترف به أكثر من 140 دولة». وتابع لولا أن «هذا القرار سيكون له أثر إيجابي على الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وهذا لن يحدث إلا إذا تم ضمان وجود دولة فلسطينية مستقلة».
يؤيد الرئيس البرازيلي حل الدولتين مستقلتين في الشرق الأوسط: واحدة للإسرائيليين والأخرى للفلسطينيين. وكان قد أدان في الماضي بشدة «الأعمال التي قامت بها حركة حماس وانتقد الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار لولا إلى أن البرازيل كانت من أوائل دول أمريكا اللاتينية التي اعترفت بفلسطين كدولة في عام 2010. واعترفت البرازيل حينها «بدولة فلسطين ضمن حدود 1967، والتي تشمل قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية».
دور متميز لكولومبيا
في الوقت الحالي، تعترف 143 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مستقلة. ولم تعترف أي من دول مجموعة السبع بالدولة الفلسطينية حتى الآن، بينما اعترفت 19 دولة في أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية. بنما هي الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية التي لم تفعل ذلك. كما أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي صوتت، في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية عام 2012 ضد قبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة.
تعد كولومبيا حاليًا واحدة من الدول التي كانت حكوماتها أكثر التزامًا بمعارضة الهجوم الإسرائيلي على غزة. وأعلنت وزارة خارجية حكومة الرئيس غوستافو بترو أخيرا عن افتتاح سفارة لها في مدينة رام الله الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الكولومبي لويس غيلبرتو موريلو هذه هي «الخطوة التالية» لتنبيه بقية العالم إلى ضرورة الاعتراف بفلسطين كدولة. وأشار إلى أنه قبل 7 تشرين الأول، اقترح بترو بالفعل عقد مؤتمر دولي للسلام لإيجاد حل للصراع بين إسرائيل وفلسطين. وأكد موريلو أن الرئيس كان أيضًا من أوائل الذين أدانوا ما يحدث حاليًا في غزة باعتباره إبادة جماعية.
وكشف وزير الخارجية أن بلاده تعمل مع البرازيل في منتديات مثل الأمم المتحدة من أجل كسب المزيد من الأصوات للاعتراف بدولة فلسطين. وحقيقة أن 143 دولة تؤيد القرار الآن تشكل أيضاً انتصاراً لدبلوماسية كولومبية وأميركا اللاتينية.
وقال موريلو «نحن متأكدون من أن المزيد والمزيد من الدول ستعترف بفلسطين». وهذا “ليس قرارا ضد الشعب الإسرائيلي أو ضد اليهود”. إن كولومبيا ببساطة تتابع «ما تم الاتفاق عليه في اتفاقيات أوسلو، وعلى وجه التحديد حل الدولتين». وتنص الاتفاقيات على أنه “سيتم الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة السيادة».
وأشار موريلو إلى اجتماع رؤساء ووزراء الخارجية في سانت فنسنت وجزر غرينادين، برئاسة بترو في إطار مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك)، حيث تم اتخاذ إجراءات مشتركة للاعتراف بفلسطين كدولة تتمتع بكامل حقوقها، التي وافقت عليها الأمم المتحدة.
وتعليقا على القرار الأخير الذي اتخذته محكمة العدل الدولية بدعوة إسرائيل إلى وقف هجومها في رفح قال الرئيس الكولومبي: «ليس فقط مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الذي أمر باعتقال نتنياهو، ولكن أيضا محكمة العدل الدولية دعت الى إيقاف الإبادة الجماعية من قبل حكومة نتنياهو، وان ذلك „يبين طابع الهمجية التي تم إطلاق العنان لها ضد فلسطين».