يواصل جيش الاحتلال الصهيوني، قصف مختلف مناطق قطاع غزة، رغم الأوضاع الإنسانية البائسة وانتشار الأمراض الجوع والعطش، وفرض على آلاف الفلسطينيين النزوح مجدداً من المناطق التي ينوي قصفها.
وبينما تنتشر الأمراض بشكل سريع بين صفوف الفلسطينيين، قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 150 ألف شخص في القطاع، مصاب بأمراض جلدية بسبب الظروف غير الصحية التي يعيش فيها النازحون في الملاجئ والخيام.
وفي شأن التضامن مع الفلسطينيين، أصدر قاض في مقاطعة أونتاريو الكندية أمرا يقضي بضرورة مغادرة المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مخيمهم الذي أقاموه منذ شهرين في جامعة تورنتو بحلول مساء أمس.
الأسرى.. دروع بشرية
بعد الفضيحة التي انتشرت في اليومين الماضيين، بخصوص استخدام جيش الاحتلال الصهيوني، أسري فلسطينيين كدروع بشرية، خوفاً من استهداف آلياتهم من قبل المقاومة الفلسطينية، دعت الخارجية الأمريكية، دولة الاحتلال إلى التحقيق بسرعة وضمان المساءلة عن أي تجاوزات وانتهاكات، وقالت في بيان إنه تمت مشاهدة التقارير التي وصفتها بالمزعجة عن استخدام جيش الاحتلال للمدنيين دروعا بشرية.
وأضافت الخارجية الأميركية، أن «واشنطن ستواصل التوضيح لحكومة إسرائيل، أنها تتوقع منهم التصرف بما يتفق مع قانون النزاعات المسلحة».
«تواطؤ لا يمكن إنكاره»
في الأثناء، نشر اثنا عشر مسؤولا حكوميا أميركيا، استقالوا بسبب مواقف إدارة بايدن إزاء الحرب في غزة، بيانا مشتركا نددوا فيه بسياسة بايدن تجاه غزة التي قالوا إنها فشلت، كما أنها تشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي.
وأضاف، البيان أن «الأزمة الحالية تفسر الضرر الذي تلحقه السياسة الأميركية الحالية في غزة بالفلسطينيين وإسرائيل وبالأمن القومي الأميركي».
واعتبر البيان، أن «الغطاء الدبلوماسي الأميركي لإسرائيل وتدفق الأسلحة المستمر تواطؤ لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع للسكان الفلسطينيين المحاصرين في غزة».
وأضاف البيان، إن «هذه السياسة المتعنتة تهدد الولايات المتحدة وحياة جنودها ودبلوماسييها»
نهج القتل سيتواصل
ولم تكف آلة الحرب الصهيونية عن قتل الفلسطينيين، إذ واصل الجيش الإسرائيلي قصف مناطق عدة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، مع استمرار القتال في الشمال خصوصاً، فيما فرّ آلاف الفلسطينيين من الجنوب إثر أمر بالإخلاء يثير مخاوف من عملية جديدة واسعة النطاق في المنطقة تعمّق الأزمة الإنسانية الحادة.
وحتى مع إعلان انتهاء المرحلة الكثيفة من الحرب، بحسب رئيس حكومة دولة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، قال: إن «الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق أهدافها، بما في ذلك القضاء على حركة حماس واستعادة جميع الرهائن الذين خطفوا خلال هجوم الحركة قبل تسعة أشهر على إسرائيل».
وأقرّ رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي بأن «الجيش يخوض حرباً طويلة الأمد».
وفي جنوب القطاع، تتواصل حركة النزوح، منذ الاثنين، من المناطق الشرقية في رفح وخان يونس مع فرار العائلات بحثا عن ملجأ بين الأنقاض والدمار، وفي ظلّ شحّ الماء ونقص الغذاء مع استمرار القصف والمعارك.
وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 250 ألف شخص كانوا في المنطقة التي أمر الجيش بإخلائها بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل.
اشتباكات مع المستوطنين
وفي أنباء ذات صلة، اندلعت اشتباكات، صباح أمس، في البؤرة الاستيطانية عوز تسيون في الضفة الغربية، حيث قامت العشرات من القوات الإسرائيلية بإخلاء مبان أقامها المستوطنون على أراض فلسطينية خاصة.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن «المستوطنين أضرموا النار في إطارات وسيارة، ورشقوا الحجارة على الشرطة التي استخدمت وسائل تفريق المظاهرات ضد المتظاهرين».
وبعد عملية الإخلاء، بدأ إسرائيليون ملثمون في إلقاء الحجارة على عربات القوات الإسرائيلية التي غادرت المنطقة.
وقد تقرر نشر القوات في منطقة إخلاء البؤرة الاستيطانية، التي لم يتم تنفيذ القانون فيها منذ أكثر من عامين، بسبب توقع حدوث مقاومة عنيفة ونشاط إجرامي قومي – متطرف في المنطقة.