واصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب مجازر جديدة في قطاع غزة لليوم 325 على التوالي، فيما أعلن خروج مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة، ووسَّع جيش الاحتلال محور نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي.
وطلبت نحو 60 منظمة دولية تدافع عن الصحافة والصحفيين من الاتحاد الأوروبي تعليق اتفاق الشراكة الذي وقعه مع إسرائيل، بسبب الانتهاكات لحرية الإعلام ومقتل صحفيين بصورة "غير مسبوقة" منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أكثر من 10 أشهر.
ومن ضمن المنظمات لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود وهيومن رايتس ووتش والاتحاد الأوروبي للصحفيين.
الحد من حرية الاعلام
وقالت تلك المنظمات في الرسالة بعثتها للاتحاد الأوروبي إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذت منذ بدء عدوانها على قطاع غزة سلسلة من التدابير "للحد من حرية الإعلام، أدت عمليا إلى فرض نظام رقابة".
وطلبت المنظمات من مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ومفوض التجارة فالديس دومبروفسكيس تعليق اتفاق الشراكة الذي يتناول بصورة خاصة المبادلات التجارية مع إسرائيل، وفرض "عقوبات محددة الأهداف على المسؤولين" عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وذكرت المنظمات في الرسالة أن أكثر من 100 صحفي فلسطيني استشهدوا في الحرب، إضافة إلى 3 صحفيين لبنانيين، مما يجعلها "الفترة الأكثر فتكا" بالصحافة منذ عقود، مشددة على أن بعض القتلى قد يكونون "استهدفوا".
وأشارت المنظمات إلى منع الصحفيين الأجانب عمليا من دخول قطاع غزة و"الاعتقالات الاعتباطية" للعاملين في مجال الإعلام، حيث تم توقيف ما لا يقل عن 49 منهم.
وشددت المنظمات على أن "المفعول المتراكم لهذه التجاوزات يولد الظروف لفراغ إعلامي، ويفسح المجال كذلك للدعاية والتضليل الإعلامي".
وطالبت بـ "الحفاظ على حرية" وسائل الإعلام و"حماية حياة الصحفيين" و"وضع حد للإفلات من العقاب"، مع اقتراب اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في 29 آب الجاري في بروكسل.
إلى ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس الاثنين، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجز تعسفاً فلسطينيين يعملون في مجال الرعاية الصحية في غزة منذ بدء العدوان.
ووفق تقرير المنظمة الحقوقية فإن الاحتلال عذب العاملين في الرعاية الصحية وأساء معاملتهم، مشيراً إلى أن "احتجاز الكوادر الطبية في سياق الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على المستشفيات في غزة يساهم في التدهور الكارثي لنظام الرعاية الصحية في القطاع المحاصر".
ونقلت المنظمة عن أطباء وممرضين ومسعفين، أُفرج عنهم، سوء المعاملة في سجون الاحتلال بما يشمل الإذلال، والضرب، والوضعيات المجهدة القسرية، والتقييد، وعصب الأعين لفترات طويلة، والحرمان من الرعاية الطبية.
كما أبلغوا أيضاً عن تعرضهم للتعذيب، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداء الجنسي من قِبل قوات الاحتلال، والحرمان من الرعاية الطبية، وظروف الاحتجاز السيئة لعموم الأسرى.
المرضى يغادرون المستشفيات
وعلى الصعيد الميداني، قالت وزارة الصحة بغزة، إن "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع يواصل عمله رغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي محيطه "منطقة عسكرية"، فيما غادره عدد من المرضى خوفا من تكرار سيناريو اقتحام المستشفيات.
وقالت الوزارة في بيان، إن "إعلان الاحتلال الاسرائيلي محيط مستشفى شهداء الأقصى منطقة عمليات تسبب بحدوث حالة من الهلع بين المرضى، وهروب عدد منهم من المستشفى خوفا من تكرار سيناريو اقتحام المستشفيات الأخرى".
وأضافت أن الطواقم الصحية بالمستشفى "متمسكة بتقديم رسالتها، وهناك نحو 100 مريض ما زالوا فيه، منهم 7 في العناية المركزة"، وطالبت الوزارة بضرورة "توفير الحماية لمستشفى شهداء الأقصى والمرضى والكوادر الصحية فيه"، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي محيطه منطقة عمليات عسكرية.
جيش الاحتلال يوسِّع محور نتساريم
في غضون ذلك، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن صور الأقمار الصناعية تُظهر إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على توسعة ممرّ نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي.
وقالت الصحيفة: "في الآونة الأخيرة يعمل الجيش الإسرائيلي على توسيع الممر، وفي الأيام الأخيرة قُتل 4 من جنود الاحتياط هناك بعد إصابتهم بعبوات مزروعة على جانب الطريق".
ويعد هذا الطريق إحدى نقاط الخلاف الأساسية في المحادثات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، إذ تصر حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل، فيما يطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بآلية لمنع انتقال مسلحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وفق قوله.
وحسب الصحيفة: "أنشأ الجيش الإسرائيلي ممر نتساريم عملياً أيضاً لمنع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة، ولمنع عودة الفلسطينيين بشكل عام، فيمكن للفلسطينيين التحرك جنوباً -ولكن ليس إلى الداخل في الاتجاه المعاكس".
وأضافت: "أُنشئت 4 نقاط عسكرية كبيرة في الممر، لإقامة دائمة لمئات الجنود".
نقلت وكالة رويترز، عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما إن المحادثات التي عُقدت في القاهرة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة لم تتوصل إلى اتفاق بين وفدي حركة حماس ودولة الاحتلال.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 تشرين الأول حرباً على غزة؛ ما خلّف أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.