لم تسفر المفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني بوساطة مصرية وقطرية وامريكية عن شيء، فيما يأن الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة وبقية المدن المحتلة تحت القصف الشديد، ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم مستخدماً كافة وسائل الحرب في سبيل ابادته.
عودة الاحتجاجات الطلابية
ومع بدء العام الدراسي الجديد، تظاهر عشرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين، الثلاثاء، خارج جامعة كولومبيا، في ولاية نيويورك الأمريكية، ودخل الطلاب والعاملون الحرم الجامعي عبر نقاط تفتيش أمنية، بينما أُغلقت الأبواب الأخرى بالأقفال.
ويخطّط طلاب وأعضاء بهيئة التدريس في الجامعة، لاستئناف الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، التي هزّت الحرم الجامعي، وأثارت موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، ثم انتشرت في عدة دول أخرى.
وشرعت قيادة الجامعة، بعقد جلسات استماع مع الطلاب بهدف تهدئة التوترات، ووزّعت إرشادات احتجاجية جديدة، تهدف إلى الحدّ من الاضطرابات.
لكن ذلك لم يُثنِ منظمي الاحتجاجات الطلابية عن خططهم لتكثيف تظاهراتهم الطلابية، مع احتمال نصبهم خياما داخل الجامعة، "حتى توافق الجامعة على قطع العلاقات مع الشركات المرتبطة بإسرائيل" وفق مطالب الطلبة المحتجّين.
اعتقال ناشطين
اعتقلت الشرطة الدنماركية و5 اخرين، أمس، الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، بعد مشاركتها في احتجاجات طلابية مناصرة للشعب الفلسطيني.
واقتيدت تونبرغ من داخل الجامعة إلى سيارة الشرطة وهي مقيدة وتضع على كتفيها الكوفية الفلسطينية، حسب لقطات مصورة بثتها مجموعة "طلاب ضد الاحتلال".
وبحسب وكالات أنباء دنماركية، فإن جامعة كوبنهاغن شهدت، أمس، احتجاجا نفذه عدد من الطلاب المناصرين لفلسطين قبل أن تعتقل الشرطة عددا منهم.
ورفضت الشرطة تأكيد هويات أي من المعتقلين، إلا أن المقاطع المصورة التي بثتها المجموعة الطلابية تظهر لحظات اعتقال الناشطة السويدية من الجامعة.
تعليق 30 رخصة سلاح
قوبل قرار بريطانيا تعليق بعض مبيعات الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي بجدل واسع، إذ اتهم بعض السياسيين وجماعات ضغط حكومة حزب العمال بالتخلي عن إسرائيل، بينما قال آخرون إن القرار خطوة غير كافية.
وأكدت الحكومة البريطانية، إنها ستعلق 30 ترخيصا لمجموعة من العناصر من بينها المكونات المستخدمة في الطائرات العسكرية وطائرات الهليكوبتر والطائرات المسيرة، وذلك بعد مراجعة حكومية خلصت إلى احتمال وقوع انتهاكات إسرائيلية للقانون الإنساني الدولي.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن "قرار الحد من التراخيص جاء نتيجة المخاوف من احتمال استخدام العتاد العسكري في انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي".
وقال بعض السياسيين البريطانيين وجماعات معنية بحقوق الإنسان إن هذه القيود محدودة للغاية، وإن الحكومة يجب أن تفرض حظرا شاملا على تصدير الأسلحة.
النرويج قد تسحب استثماراتها
وفي إطار رفع الدعم عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفادت وكالة رويترز أن "صندوق الثروة السيادي النرويجي، قد يسحب استثماراته من إسرائيل بعد تبنيه تفسيرا جديدا لسياسة الأخلاقيات".
وقالت الوكالة إن "الصندوق الذي تبلغ قيمة أصوله 1.7 تريليون دولار قد يضطر إلى التخلص من أسهم الشركات التي تنتهك تفسيرا جديدا أكثر صرامة أصدرته هيئة مراقبة الصندوق لمعايير الأخلاقيات للشركات التي تساعد عمليات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتزايدت الضغوط في الآونة الأخيرة على الصندوق النرويجي للنظر في الشروط التي يستثمر بموجبها في إسرائيل بسبب الحرب على غزة، ودعا برلمانيون وعدة منظمات غير حكومية إلى سحب الاستثمارات بالكامل من هناك.
ما الجديد في المفاوضات؟
رجحت وسائل إعلام عديدة، ان يؤدي نشر الوسطاء، حلاً وسطاً، يوم غد الجمعة، للتوصل إلى اتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني.
ويستمر الخلاف بشأن تمسك رئيس وزراء الاحتلال، ببقاء الجيش في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل.
ومساء الثلاثاء، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات لم تسمها، أن "نتنياهو أبلغ الوسطاء بإمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الاتفاق، لكنه تراجع بهدف (تعطيل الصفقة لأسباب سياسية).
إلى ذلك، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إنه "لا شيء جديد بشأن الصفقة، ونتعامل فقط مع ما نتلقّاه من الوسطاء"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة لم تضغط بشكل مناسب على نتنياهو، وحكومته، ولم تقم بما هو مطلوب منها".
وأوضح حمدان في تصريح صحفي، أن "موقفنا بشأن محور فيلادلفيا واضح وهو أننا نرفض أي صيغة لوجود الاحتلال فيه" مضيفا: "ليس المطلوب هو مقترح جديد، بل إلزام نتنياهو بما وافقت عليه المقاومة".
إلى ذلك، قال البيت الأبيض، إن هناك شعورا ملحا لإبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي: "الرئيس نفسه منخرط شخصيا في العمل مع فريقنا والعمل مع القادة في جميع أنحاء العالم لتأمين هذه الصفقة، وهذا ما نركز عليه".
في الشأن ذاته، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي حذر الحكومة من أنه من دون إبرام اتفاق مع حركة حماس، فإن أي عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة ستعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر".
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن "الجيش الإسرائيلي أوضح أنه من دون صفقة، يجب أن يكون مفهوما أن أي عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة تنطوي على مخاطرة على حياة المحتجزين". ويتظاهر آلاف الإسرائيليين من أجل إبرام صفقة التبادل.