يتصاعد التضامن الدولي وفي المنطقة العربية، وخرجت عدة تظاهرات جماهيرية احتجاجاً على استمرار الحرب والمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة وبقية المدن الفلسطينية المحتلة. فيما حذر تقرير دولي من أن توسيع الاستيطان وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية يغذي الحالة العسكرية الفلسطينية ويزيد من احتمالية تفجر أكبر للعنف هناك.
أوقفوا الحرب فوراً
تظاهر عشرات الآلاف من البريطانيين في لندن، أمس، رفضا لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ورفعت التظاهرة شعارات "إنهاء الإبادة الجماعية ـ إيقاف تسليح إسرائيل ـ لا للحرب في الشرق الأوسط ـ لا للإسلاموفوبيا".
وفي مدينة آن بيرن بولاية ميشيغان الأميركية، خرجت، في وقت سابق، تظاهرة احتجاجية ضد الحرب في غزة بالتزامن مع زيارة يقوم بها الرئيس جو بايدن، ورفعوا شعارات تطالب بوقف الحرب ودعم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن "الشعب الأمريكي يدفع الضرائب لخدمة المجتمع وليس تمويل الإبادة الجماعية في غزة".
وفي اليمن خرجت تظاهرات واسعة في صنعاء والحديدة وتعز وحضرموت، نددوا فيها بجرائم حرب الاحتلال ودعوا إلى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة
وخرج عدد كبير من الأردنيين أمام السفارة الأمريكية في عمان، للتنديد بالحرب ودعم الولايات المتحدة إلى الاحتلال الإسرائيلي، فيما نظم آلاف المغاربة وقفات تضامنية مع قطاع غزة، طالبوا خلالها بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، وإنهاء التطبيع.
عنف المستوطنين يتصاعد
ذكر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أن عنف قطعان المستوطنين الصهاينة، يتصاعد ضد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، وحذر من تصاعد خطر الصراع المسلح مع الفلسطينيين، ودعا لفرض عقوبات على المستوطنين المتورطين في العنف ومسؤولي الاحتلال الذين يدعمونهم.
وذكر التقرير، أن حرب الاحتلال الإسرائيلي المدمرة على قطاع غزة "أبعدت الأنظار عن العنف الممنهج والمتنامي من المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف: "بشكل متزايد، المستوطنون يتحركون بانسجام مع الجيش أو أنهم أنفسهم يرتدون زي الجيش. هم يتمتعون بالدعم النشط من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية".
وأشار التقرير إلى أن نحو 730 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
ولفت التقرير إلى أن "عنف المستوطنين يشمل تخويف وإيذاء وقتل الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم، وهو في أعلى مستوياته على الإطلاق".
وأوضح التقرير أن حكومة الاحتلال "عززت مشروع الاستيطان، بينما وزراء قريبون من المتطرفين في حركات المستوطنين يشجعون علنا الهجمات على الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن توسيع الاستيطان يقضي على آمال الدولة الفلسطينية.
ودعا التقرير إلى معاقبة المستوطنين، لكنه أوضح أن العقوبات لا تحل جوهر المشكلة، داعيا الحكومات الغربية إلى فرض حظر على السلاح الذي يمكن أن يستخدم في الاعتداءات، وتشديد القيود على الحركة التجارية أو منع استيراد البضائع من المستوطنات التي تصنفها الحكومات الغربية باعتبارها مخالفة للقانون الدولي.
وحذر التقرير من أن توسيع الاستيطان وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية يغذي الحالة العسكرية الفلسطينية ويزيد من احتمالية تفجر أكبر للعنف هناك.
لا صفقة تلوح في الأفق
ذكرت هيئة بث الاحتلال الإسرائيلي أنه "لا توجد صفقة تلوح في الأفق، في حين تحدثت وسائل إعلام عن أن البيت الأبيض يدرس عقد صفقة أحادية الجانب للإفراج عن الأسرى الأميركيين في غزة".
ونقلت الهيئة عن مصادر، أن "لا صفقة في الأفق، وأن احتمال التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ضئيل جدا". وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال لم تبذل ما في وسعها لتجنب تفويت فرصة التوصل إلى اتفاق.
ونقلت القناة الـ 12 الصهيونية، عن مسؤولين قولهم إنه "بعد انتهاء جلسة المباحثات الأمنية مع نتنياهو تبين لنا أن احتمال إبرام صفقة (ضئيل)".
من جهتها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن "مسؤولين مطلعين على المفاوضات أعربوا عن قلقهم من أن طرح نتنياهو مطالب جديدة من شأنه أن يزيد من تأخير الصفقة أو حتى نسفها".
ونقلت شبكة "إن بي سي" الأميركية نقلاً عن مصادر مطلعة أن إدارة بايدن تدرس طلبا لعائلات المحتجزين الأميركيين في غزة بعقد اتفاق مع حركة حماس لا يشمل إسرائيل.
ليست مؤهلة لحروب طويلة
دعا الرئيس السابق لجهاز أمن الاحتلال العام الشاباك ناداف أرغمان إلى وقف القتال في قطاع غزة الآن وإنهاء الحرب، قائلا إن إسرائيل ليست مؤهلة لحروب طويلة.
وأضاف أرغمان: "ينبغي أن تنتهي هذه الحرب منذ وقت طويل - أرواح المختطفين أهم من أي شيء، وتجب إعادتهم رغم الثمن المؤلم الذي سندفعه في الصفقة".
ووجه أرغمان انتقاده إلى نتنياهو، قائلا: إن "ما يدفعه الآن هو استمرار حكمه والحفاظ على ائتلافه، وليس أمن إسرائيل".
وأضاف أن "الإصرار على البقاء في محور فيلادلفيا يهدف إلى الحفاظ على الحكومة فقط"، موضحا أنه "لا توجد صلة بين الأسلحة الموجودة في قطاع غزة ومحور فيلادلفيا"، وأن نتنياهو هو من اخترع هذا.