انطلق العام الدراسي الجديد، في مختلف أنحاء المعمورة، لكنه توقف للعام الثاني على التوالي، في قطاع غزة المنكوب، حيث تبددت أحلام التلاميذ والطلبة في العودة إلى مقاعد الدراسة، اذ تحولت مدارسهم إلى ركام ومأوى للعائلات النازحة
فيما شهدت مدن أوروبية عديدة وكذلك العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، مسيرات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وللتنديد بالعدوان والإبادة الجماعية.
فرنسا: يا إسرائيل غادري
تظاهر نحو ألف شخص، الأحد، في باريس دعما للشعب الفلسطيني مع دخول الحرب في غزة شهرها الثاني عشر دون أي مؤشر على توقف قصف الاحتلال الإسرائيلي الدامي.
وهتف المتظاهرون، وأغلبهم من الشباب، في ساحة لاناسيون "يا إسرائيل غادري، فلسطين ليست لك، و"أطفال غزة، أطفال فلسطين، الإنسانية تتعرض للاغتيال". وشارك في التظاهرات نائبة يسارية – فرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، ولوحت بالعلم الفلسطيني وسط هتافات ولافتات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، وتناوب ممثلو الجمعيات الداعمة لفلسطين على التحدث ورفع مستوى الوعي حول الوضع في غزة وكذلك في الضفة الغربية المحتلة.
الارجنتين: أوقفوا الإبادة
شهدت العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، مسيرة حاشدة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، السبت، تندد بالعدوان والإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وانطلقت المسيرة من أمام ساحة البرلمان الأرجنتيني، وصولا إلى شارع نويبي دي خوليو، وحمل المحتجون في المسيرة الأعلام الفلسطينية والأرجنتينية، ولافتات مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطينية وحريته واستقلاله، وأخرى منددة ومناهضة للاحتلال وعدوانه المتكرر على الفلسطينيين، وفق "وكالة وفا".
ومن أمام مبنى البرلمان الأرجنتيني، تم إلقاء كلمات لعدد من الشخصيات الحقوقية والسياسية، أكدت التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، وطالبت بالوقف الفوري للإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال.
السويد: مقاطعة إسرائيل
وندد المتظاهرون بالعاصمة السويدية ستوكهولم، بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ورفعوا لافتات كتبت عليها "أوقفوا الإبادة"، و"مقاطعة إسرائيل"، موجهين اتهامات إلى الولايات المتحدة بالتواطؤ في جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ألمانيا: إنهاء الحرب
وفي العاصمة الألمانية برلين، تظاهر متضامنون مع الشعب الفلسطيني ضد الجرائم الوحشية بحق الأطفال الفلسطينيين. وطالبوا بإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.
ونظم العشرات من أنصار القضية الفلسطينية وقفة احتجاجية في مدينة شتوتغارت الألمانية للتأكيد على تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
إيطاليا والدنمارك وهولندا والنمسا
وفي السياق، شهدت مدينة ميلانو الإيطالية مظاهرة احتجاجية مناصرة لفلسطين ومطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية المتواصلة، بدورها، شهدت مدينة أرهوس في الدنمارك وقفة احتجاجية ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
كما شهدت مدن أخرى مثل لاهاي الهولندية والعاصمة النمساوية فيينا وقفات احتجاجية طالبت بوقف فوري للحرب.
لا دوام في مدراس غزة
حرمت حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، طلبة المدارس والجامعات من الالتحاق بالعملية التعليمية، للسنة الثانية على التوالي، بينما انطلق العام الدراسي الجديد في مدارس الضفة الغربية.
ففي القطاع المنكوب، حرم عدوان الاحتلال أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم منذ السابع من أكتوبر 2023، يضاف إليهم أكثر من 58 ألفاً يُفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي الجديد، فضلا عن 39 ألفاً ممن لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 25,000 طفل ما بين شهيد وجريح، منهم ما يزيد على الـ 10,000 من طلبة المدارس، وسط تدمير 90 في المائة من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307.
تجاهل صارخ للقانون الدولي
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى مواجهة التجاهل الإسرائيلي الصارخ لتطبيق قرارات الأمم المتحدة.
وقال تورك، إن "إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عام في قطاع غزة يمثل أولوية، مطالبا الدول إلى التحرك بشأن (التجاهل الصارخ)" من جانب الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف تورك في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "يتعين على الدول ألا تقبل، ولا يمكنها أن تقبل، التجاهل الصارخ للقانون الدولي، بما يشمل القرارات الملزمة الصادرة عن مجلس الأمن وأوامر محكمة العدل الدولية، لا في هذا الموقف ولا في أي موقف آخر".
وأشار تورك في كلمته إلى رأي أصدرته محكمة العدل الدولية وصفت فيه احتلال إسرائيل بأنه غير قانوني وقالت إن هذا الوضع يجب معالجته على نحو شامل، فيما رفض الاحتلال رأي المحكمة.
من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي، أمس، إن مليونين و200 ألف شخص في غزة ما يزالون بحاجة ماسّة لمساعدات بعد 11 شهرا من الحرب، مؤكدا أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تعيق جهوده لتقديم المساعدات لأهالي القطاع.