تتواصل المشاورات بين مختلف الجهات حول اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان، ويتوقع مسؤولون من الكيان الصهيوني، أن يجري التوصل إلى اتفاق خلال أيام في ظل تقدم بالمفاوضات. وحذروا من أن عدم التوصل إلى هذا الاتفاق، قد تستمر الحرب على لبنان لوقت طويل.

نقاط خلافية

نقلت صحيفة إسرائيلية، عن مصدر سياسي، تأكيده انه "سيجري اتفاق تسوية في لبنان خلال ايام"، في وقت تخطط حكومة الكيان إلى زيادة الهجمات على لبنان من أجل تقليص قدرات حزب الله، وسط تخوفات من تكثيف وتيرة إطلاق النار من لبنان حتى يتم التوصل إلى إطلاق النار.

ورغم الحديث عن قرب الاتفاق، لكن وسائل إعلام تتحدث عن العديد من نقاط الخلاف التي لا تزال قيد البحث، وتتمثل أبرزها في آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق وصلاحياتها.

وبينت مصادر وجود 13 نقطة خلافية حول الحدود يطالب لبنان بتثبيتها في التسوية بينما تصر إسرائيل على تأجيل هذه المرحلة لوقت لاحق.

كما نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إنه لا تزال هناك قضايا يتم نقاشها، لكن الإعلان عن اتفاق مع لبنان ممكن خلال أيام.

ضغط عسكري

وأطلق حزب الله 350 صاروخاً على الكيان الصهيوني، أصاب الكثير منها أهدافاً مهمة، في المقابل شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، سلسلة غارات جوية جديدة على مناطق عدة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، في موجة قصف هي الأعنف منذ بدء العدوان على لبنان، وطلب من سكان مناطق في العاصمة إخلائها بهدف تسويتها في الأرض، كما كثف قصفه على المنازل وسقط بسبب ذلك مئات الشهداء والجرحى.

ووسط ذلك طالب وزير المالية الإسرائيلية زئيف إلكين بتكثيف الضربات على حزب الله لدفعه للموافقة على الاتفاق، وفق وصفه. فيما طالب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بعدم التوقيع على الاتفاق.

تهديد بالاستقالة

وفي وقت سابق، هدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، عاموس هوكشتاين، بالاستقالة من منصبه إذا فشلت المفاوضات الحالية، وبحسب وسائل إعلام عبرية، أنه ابلغ مسؤولين في لبنان والكيان بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة القادمة، فإنه سيضطر للانسحاب من المحادثات.

وأوضح هوكشتاين أنه "نقل هذه الرسالة إلى إسرائيل عبر السفير الأمريكي مايك هرتزوغ". ورغم أن مكتب نتنياهو أكد استلام الرسالة، فإنها تبقي التساؤلات حول ما إذا كانت تلك خطوة رسمية من الولايات المتحدة أو مجرد محاولة للضغط على الأطراف المعنية لإتمام الصفقة.

فرصة ضائعة

قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس وزراء الاحتلال، أضاع فرصة التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى مع حركة حماس خلال تموز الماضي، إرضاء للوزيرين المتطرفين بين غفير وسموتريتش.

وبينت أن حركة حماس كانت على استعداد للإفراج على عدد من الأسرى، دون ربط ذلك بشرط وقف النار بشكل كامل، في محاولة للربط بين المرحلتين الاولى والثانية من اقتراح وقف إطلاق النار الخاص بالمساعدات الانسانية.

ويتخوف مراقبون من عدم المضي بتوقيع الاتفاق، كما فعل نتنياهو سابقاً، وهذا يعني إطالة أمد الحرب وتوسعتها، من أجل مصالح شخصية لنتنياهو والوزراء المتطرفين.

تواطؤ امريكي

دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة لوقف تسليح إسرائيل بعد غارة شنتها على لبنان قبل شهر أسفرت عن مقتل 3 صحفيين وجرح 4 آخرين، ووصفتها المنظمة بأنها "وصمة عار للولايات المتحدة وإسرائيل".

وقالت المنظمة إن "تلك الغارة شكلت على الأرجح هجوما متعمدا ضد مدنيين وجريمة حرب واضحة". ووجدت أن الجيش شن غارات باستخدام قذائف ملقاة من الجو تشمل مجموعة "ذخائر الهجوم المباشر المشترك الأميركية الصنع".

وأضافت المنظمة "على الحكومة الأميركية تعليق نقل الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الغارات العسكرية غير القانونية المتكررة على المدنيين، التي قد تجعل المسؤولين الأميركيين متواطئين في ارتكاب جرائم حرب".