اخر الاخبار

في 14 تشرين الثاني 2021 يبلغ الحزب الشيوعي الإسباني عامه المائة، لكن الاحتفال بالمناسبة جاء مبكرا. في يومي 25 و26 أيلول الفائت، احتضنت بلدة ريفاس فاسيا جنوب العاصمة الإسبانية مدريد، الحفل الذي حضره في زمن الوباء قرابة 10 آلاف مشارك، تنقلوا بين الفعاليات المختلفة مثل الحوارات الفكرية والسياسية، وحفلات الموسيقى والغناء، ومعرض الكتاب، والفعاليات المخصصة للأطفال والشبيبة.

في فعالية الاحتفال الرئيسية، أجري حوار لضيوف الحفل الرئيسيين مع السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسباني إنريكو سانتياغو وزعيمي أكبر اتحادين لنقابات العمال في البلاد، ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة العمل يولاندا دياز. أكد أونا سوردو، السكرتير العام لاتحاد نقابات اللجان العمالية، وهو اتحاد مستقل، ويعد أكبر اتحاد في إسبانيا، وتأسس عام 1966 بمبادرة من الشيوعيين، يمكن للحزب الشيوعي أن يدعي بحق أنه «كان في لحظات التاريخ الحاسمة، دائمًا في الجانب الصحيح». لقد أصبح هذا واضحًا، بشكل خاص في فترة «الانتقال إلى الديمقراطية» بعد نهاية دكتاتورية فرانكو في عام 1975.  وأن التغيير تحقق في النضال، حيث لعب الحزب الشيوعي دورا مهما.

  وقال خوسيه «بيبي» الفاريز، السكرتير العام للاتحاد العام للعمال القريب من حزب العمال الاشتراكي الاسباني الحاكم، إنه «فخور جدًا» بكونه عضوًا سابقا في الحزب الشيوعي الإسباني. وشدد أيضًا على أن «الحزب الشيوعي والاتحاد العام للعمال لهما تاريخ مشترك وقد تم تأسيسهما إلى حد ما من قبل نفس الأشخاص».  وان الحزب «أداة مهمة» في مكافحة وإلغاء قوانين العمل الليبرالية الجديدة». وأكدت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة العمل، والشخصية السياسية الأبرز في الحزب الشيوعي يولاندا دياز، أن الحزب يحتفل اليوم بـ «100 عام من التاريخ الأكثر حزنًا، وأكثرها نضالا وبطولة»، و أنه حتى لو تم ارتكاب العديد من الأخطاء، فقد كان الحزب دائمًا في المكان الصحيح من التاريخ. والآن يتعلق الأمر بضمان عدم إلقاء أعباء الوباء على عاتق السكان. سوف تساعد أيضًا ما يسمى بحزمة مساعدات كورونا من الاتحاد الأوروبي. وفي حال مطالبة بروكسل، على سبيل المثال، خفض الإنفاق الاجتماعي لتوفير الأموال، وعدت الوزيرة بـ „: «لن نتسامح مع أي إصلاحات ضد شعوب أوروبا».

وذكٌرت مارغريتا شانز، رئيسة اليسار المتحد في فالنسيا، بأن قرنًا من عمر الحزب الشيوعي يعني أيضًا 100 عام من النضال من أجل تحرير المرأة. «لا يزال النضال ضد الفاشية والاشتراكية له وجه شيوعي، كما هو الحال مع مقاتلي الدفاع عن الجمهورية عام 1936».

وشارك في الحفل العديد من ممثلي حزب بودوموس اليساري، شريك الحزب الشيوعي في تحالف اليسار الاسباني. وقالت رئيسة بودوموس، إيون بيلارا: «لي الشرف» أن أتحدث في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي، ووصفت نفسها بأنها «حليفة ورفيقة وصديقة». وشارك سلفها، ومؤسس حزب بودوموس بابلو إغليسياس، الذي لم يظهر في فعالية عامة منذ استقالته من زعامة بودوموس، على إثر خسارته في انتخابات العاصمة مدريد بمساهمة بعنوان «حكم أو تولي السلطة». حذر فيها من أن معاداة الشيوعية لا تزال حاضرة حتى اليوم وأن هناك خطر «تراجع الديمقراطية» الذي شكله وريث دكتاتورية فرانكو (39 -1975)، حزب الشعب اليميني المحافظ، وحزب فوكس الفاشي الجديد. وسوية مع الحزب الشيوعي يجب على بودوموس مواجهة هذا التحدي.

في ختام برنامج الاحتفالات، أكد السكرتير العام للحزب الشيوعي سانتياغو على أهمية الحركة الشيوعية العالمية بالنسبة للحزب. وان جميع الرفيقات الرفاق «فخورون لأنهم بنات وأبناء جميع ثورات القرن العشرين».

مسيرة حافلة بالنضال

بالإضافة إلى مسيرته النضالية، حافظ الحزب الشيوعي، حتى اليوم، على دور مؤثر في الحياة السياسية الإسبانية. ويعود ذلك إلى ديناميكية الحزب في المراجعة وطرح البدائل، وعدم الوقوع في شراك النمطية الموروثة، وفي حوار مع انريكو سانتياغو السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسباني، في تشرين الثاني 2018، أي بعد انتخابه بسبعة شهور، نشرته جريدة «اليونغه فيلت» اليسارية الألمانية أشار إلى جوانب من مسيرة الحزب، والتصاقه بهموم الناس:

تاريخ الحزب الشيوعي الاسباني، هو تاريخ البحث عن الأكثرية. ومنذ الثلاثينات شارك الحزب في العمل على تحقيق تحالف العمال. وكان الحزب الذي تأسس في عام 1921، حينذاك حزبا صغيرا. وقد حقق هذا التحالف نجاحا كبيرا في انتخابات المناطق، وجعل إعلان الجمهورية في عام 1931 ممكنا، ومهد الطريق لأضراب عمال المناجم في أستورياس عام 1934. ولعب الحزب دورا مقررا في تشكيل الجبهة الشعبية، التي فازت في انتخابات 1936. وبالتالي فان من المضحك الحديث عن النقاء الايديولوجي، عندما يجري الحديث عن العمل المشترك لقوى اليسار. وعند العودة إلى تجربة الحزب، فان الجبهة الشعبية تأسست من قبل الحزب الاشتراكي، والحزب الشيوعي، وصولا إلى قوى البرجوازية التقدمية. بعد الهزيمة في الحرب الأهلية، ناضل الحزب بمفرده ضد دكتاتورية فرانكو. وقبيل نهايتها طوّر الحزب مجددا سياسة التحالفات. وانطلق المجلس الديمقراطي، ومجلس القضية، وقد طالبت القوى الديمقراطية مجتمعة بنهاية الدكتاتورية. وفي الثمانينات سعى الحزب إلى التنسيق الوثيق بين القوى التقدمية، وعلى إثرها تأسس اليسار الاسباني المتحد، الذي يشكل الشيوعي الاسباني قوته الرئيسة.

عرض مقالات: