اخر الاخبار

في 28 نيسان نشر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام أحدث تقاريره، ووفق التقرير، فإن الإنفاق العالمي على القوات المسلحة ارتفع بنسبة 9,4 في المائة في عام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه، وهو أعلى ارتفاع منذ نهاية الحرب الباردة. وقفزت المانيا من التسلسل السابع إلى الرابع، بعد الولايات المتحدة، والصين، وروسيا. وتبلغ حصة الاتحاد الأوربي، الذي يضم 32 دولة 55 في المائة من الإنفاق العسكري العالمي، أي أن الدول الغربية تظل عسكريا مهيمنة، حتى إن فقدت شيئا من هيمنتها الاقتصادية. وبالتالي فان ضرورة "إعادة تسليح" أوروبا لا أساس لها من الصحة.

السلاح بدل الخبز

وفق معطيات التقرير، يصل إجمالي الاستثمار العالمي في صيانة وإعادة تسليح القوات المسلحة إلى مستوى قياسي بلغ نحو 2,718 تريليون دولار أميركي. أي يزيد بالثلث مقارنة بعام 2015 وأكثر من ضعف الاستثمار في بداية القرن الحالي. لقد ارتفعت حصة الإنفاق العسكري في الناتج الاقتصادي العالمي من 2,3 في المائة في عام 2023 إلى 2,5 في المائة. وارتفعت حصة الفرد من تكلفة الإنفاق على القوات المسلحة إلى 334 دولارًا أمريكيًا، وهو أعلى مستوى منذ عام 1990. ويشير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن العسكرة غير المسبوقة لا تزيد من خطر الحرب بسرعة فقط، بل تأتي أيضًا على حساب الإنفاق على الأغراض السلمية، وستكون لها "تداعيات خطيرة لسنوات قادمة" على المجتمعات المتضررة، لأنها تأتي على حساب جهود الحد من الفقر. يشير البنك الدولي إلى أن 8,5 في المائة من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع، بحصولهم على أقل من 2,15 دولار في اليوم، والنسبة قابلة إلى الانخفاض.

قوى العسكرة الرئيسية

تقول معطيات المعهد، تعد أوربا المحرك الرئيسي للعسكرة العالمية في العام الفائت ويعود ذلك جزئياً إلى الحرب في أوكرانيا: فقد ازداد الإنفاق الروسي بنسبة 38 في المائة ليصل إلى 149 مليار دولار أميركي، في حين استثمرت أوكرانيا قرابة 65 مليار دولار أميركي.  وزادت دول غرب ووسط أوروبا إنفاقها العسكري بنسبة 14 في المائة ليصل إلى 472 مليار دولار أميركي.  واحتلت المانيا موقع الصدارة، حيث ارتفع إنفاقها العسكري من 28 في المائة إلى 88,5 مليار دولار أمريكي. وأنفقت المملكة المتحدة 81,8 مليار دولار في عام 2024 (2,8) في المائة أكثر من عام 2023، وتحتل المركز السادس عالميا، وفرنسا 64,7 مليار دولار (6,1) في المائة أكثر من عام 2023، وتحتل المركز التاسع عالميا. وسجلت السويد نسبة زيادة أعلى من ألمانيا، أكثر من 34 في المائة، حيث أنفقت أكثر بقليل من 12 مليار دولار أميركي: أي ما يعادل 2 في المائة من ناتجها الاقتصادي.

الهيمنة العسكرية

إن التوزيع العالمي للإنفاق العسكري يعكس الهيمنة العسكرية المتواصلة للتحالف الغربي، والذي كان في حالة انحدار اقتصادي منذ فترة طويلة. في عام 2024، بلغ إجمالي الإنفاق الدول الـ 32 الأعضاء في حلف الناتو في أميركا الشمالية وأوروبا على قواتها المسلحة 1,506 تريليون دولار أميركي. بلغت حصة الولايات المتحدة وحدها قرابة 997 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 5,7 في المائة مقارنة بعام 2023. وساهمت الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو بقرابة 454 مليار دولار أمريكي. وقد أدى هذا إلى زيادة حصتهم من إجمالي الإنفاق العسكري للتحالف من 28 في المائة في عام 2023 إلى 30 في المائة في عام 2024، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الارتفاع. ووفق معطياتها الخاصة، ستظل دول حلف الناتو المحرك الرئيسي للعسكرة في جميع أنحاء العالم في السنوات المقبلة؛ وهذا هو خلاصة المطالب: زيادة حصة ميزانية القوات المسلحة في الناتج الاقتصادي الوطني إلى أكثر من 3 في المائة، وربما حتى تصل إلى 5 في المائة. بالنسبة لحصة الفرد من سكان البلدان الاعضاء في الحلف، يبلغ الإنفاق العسكري 1528 دولارًا أمريكيًا.

آسيا والشرق الاوسط

سجل الشرق الأدنى والشرق الأوسط فقط زيادة أعلى من المتوسط في الإنفاق العسكري بنسبة 15 في المائة. وتعود الزيادة بالكامل تقريبا إلى زيادة إسرائيل إنفاقها بنسبة 65 في المائة (46,5 مليار دولار)، نتيجة لحروب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ولبنان، فضلا عن هجماتها على بلدان أخرى مختلفة من سوريا إلى العراق ومن إيران إلى اليمن. وزادت السعودية إنفاقها العسكري هذا العام بنسبة 1,5 في المائة فقط إلى 80,8 مليار دولار، لتتراجع من المركز الخامس إلى السابع على مستوى العالم. وجاءت الصين في المرتبة الثانية عالميا بـ 314 مليار دولار أميركي (بزيادة 7,0 في المائة). ومع ذلك، أثبتت اليابان أنها المحرك الرئيسي للعسكرة في شرق آسيا، حيث زادت بنسبة 21 في المائة في تخصيصاتها لقواتها المسلحة (55,3) مليار دولار، لتحتل المرتبة العاشرة عالميا. إن الحشد العسكري في شرق آسيا، الذي زاد بنسبة 7,8 في المائة مقارنة بالعام الفائت، يعكس صراع الهيمنة المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، والذي تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الشرقيون على تغذيته حاليا.

عرض مقالات: