ذكرت وكالة فرانس برس الفرنسية في ظهر أمس، إن " الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن وقفاً شاملا وفورياً لإطلاق النار بين الهند وباكستان". وقالت وزارة الخارجية الهندية إن وقف إطلاق النار سيبدأ اعتبارا من السبت (أمس).
وأوضحت الوزارة أن قائدي العمليات العسكرية الهندي والباكستاني تواصلا، وجرى الاتفاق على أن يوقف كلا الجانبين إطلاق النار، وسيجريان محادثات مرة أخرى الإثنين.
كما قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار إن بلاده "سعت دائما إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة، من دون المساس بالسيادة وسلامة الأراضي".
وأضاف الوزير أن نحو 30 دولة شاركت في جهود دبلوماسية نشطة لوقف الحرب، مشيرا إلى "تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين الهند وباكستان".
وفي وقت سابق من صباح يوم أمس، أبدت الهند وباكستان، أمس، استعدادهما لخفض التصعيد العسكري بينهما شريطة التزام كل طرف بذلك، لكنهما تبادلتا القصف، فيما استبعدت إسلام آباد الخيار النووي في المرحلة الحالية بعدما تضاربت الأنباء حول دعوتها لانعقاد أعلى هيئة نووية في البلاد ردا على الهجمات الهندية.
خفض التصعيد
وقال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، ناه "إذا أوقفت الهند تصعيدها، فستفعل إسلام آباد الشيء نفسه". وأضاف في حديث صحفي لمحطة تلفزيونية: "إذا كان هناك ذرة من العقل، فستتوقف الهند، وإذا توقفوا، فسنتوقف نحن أيضا. نريد السلام بصدق دون هيمنة أي دولة".
وبين دار، أنه "نقل هذه الرسالة إلى وزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو عندما اتصل به بعد حديثه إلى نيودلهي".
في الأثناء، أفادت قناة "سي إن إن" بأنه تم إجراء أول اتصال هاتفي بين الهند وباكستان وسط تصاعد الصراع بينهما، وقالت إن إسلام آباد تسعى لاجتماع مع نيودلهي.
من جانبها قالت المتحدثة باسم القوات الجوية الهندية فيوميكا سينغ، إن "بلادها ملتزمة بعدم التصعيد شريطة أن ترد باكستان بالمثل". مضيفة أن "القوات البرية الباكستانية شوهدت وهي تحشد قواتها نحو المناطق الأمامية، مما يشير إلى نية هجومية لتصعيد الموقف"، مشددة على أن "القوات المسلحة الهندية لا تزال في حالة تأهب عملياتي عالية".
وأوضحت سينغ أن القوات المسلحة الهندية نفذت "ضربات دقيقة على أهداف عسكرية محددة فقط ردا على الإجراءات الباكستانية، شملت البنية التحتية التقنية، ومراكز القيادة والتحكم، ومواقع الرادار، ومناطق تخزين الأسلحة لضمان أقل قدر من الأضرار الجانبية".
النووي غير مطروح الآن
من جهته، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن الخيار النووي "ليس مطروحا الآن، ولكن إذا طرأت تطورات على الوضع فإن المراقبين سوف يتأثرون أيضا".
وأضاف: "أقول للعالم إن هذا لن يقتصر على المنطقة فقط، بل قد يكون تدميرًا أوسع نطاقًا بكثير.. خياراتنا تتضاءل في ظل الوضع الذي تختلقه الهند".
كما نفى الوزير الباكستاني وجود دعوة لعقد اجتماع لهيئة القيادة الوطنية التي تتولى مسؤولية اتخاذ القرارات التشغيلية بشأن الأسلحة النووية الباكستانية.
فيما نقلت رويترز عن وزير الخارجية الهندي قوله إنه أبلغ نظيره الأميركي أن نهج الهند كان وسيبقى مدروسا ومسؤولا.
وفي وقت سابق، حذّر سفير باكستان لدى الولايات المتحدة، رضوان سعيد شيخ، من خطورة التصعيد العسكري بين بلاده والهند، مؤكداً أنّ: "وقوع مواجهة نووية في عالم اليوم هو: أمر لا يمكن تصوره". كاشفاً عن وجود اتصالات بين مجلسي الأمن القومي في البلدين، إلا أنه شدد على ضرورة وقف التصعيد، سواء على مستوى التصريحات أو الإجراءات، فيما حمّل الهند في الوقت ذاته: مسؤولية التوتر الراهن.
تطورات الحرب
وفي التطورات نفى وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري "مزاعم الجيش الباكستاني بتدميره عدة قواعد جوية في الهند وإلحاق أضرار جسيمة بمستودعات المدفعية والمؤسسات العسكرية والبنية التحتية الحيوية بما في ذلك محطات الطاقة".
فيما أعلنت الهند استهدافها قواعد عسكرية باكستانية بعد أن أطلقت إسلام آباد عدة صواريخ عالية السرعة على عدة قواعد جوية هندية في ولاية البنجاب صباح اليوم السبت.
وكانت باكستان قد أعلنت في وقت سابق أنها اعترضت معظم الصواريخ التي استهدفت ثلاث قواعد جوية، وأن ضربات انتقامية على الهند جارية.
وصرحت العقيدة الهندية صوفيا قريشي، في مؤتمر صحفي في نيودلهي، بأن باكستان استهدفت أيضًا منشآت صحية ومدارس في قواعدها الجوية الثلاث في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير. وأضافت "لقد تم الرد على الإجراءات الباكستانية بالشكل المناسب".
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الهندية أن القوات الباكستانية حاولت التوغل جوا إلى 26 موقعا هنديا.
وأوضحت المتحدثة، في مؤتمر صحفي مشترك مع الخارجية الهندية، أن باكستان تعزز من انتشار قواتها على الحدود، وأنها استخدمت صاروخا عالي السرعة لاستهداف قاعدة جوية في البنجاب.
وفي وقت سابق استهدفت الصواريخ الهندية قاعدة نور خان الجوية في مدينة راولبندي بالقرب من العاصمة إسلام آباد، وقاعدة مريد الجوية في مدينة تشاكوال، وقاعدة رفيقي الجوية في منطقة جهانج بإقليم البنجاب الشرقي، وفقًا للمتحدث العسكري الباكستاني.
وأعلن الجيش الباكستاني أنه استخدم صواريخ فاتح المتوسطة المدى لاستهداف منشأة تخزين صواريخ هندية وقواعد جوية في مدينتي باثانكوت وأودهامبور.