اخر الاخبار

شيّع آلاف الفلسطينيين بالقدس، جنازة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت برصاص الاحتلال الاسرائيلي، أثناء تغطيتها لاشتباكات في قطاع جنين.

وفي غضون ذلك نشرت صحيفة واشنطن بوست، مقالا يتحدث عن قيام إسرائيل بقتل أكثر من 100 صحفي فلسطيني منذ عام 1972.

تشييع مهيب

وحاول عشرات الأشخاص خلال تشييع الشهيدة السير بالنعش على الأقدام من المستشفى الذي سلمهم الجثمان إلى كنيسة كاثوليكية داخل البلدة القديمة وهم يحملون الأعلام الفلسطينية. وتحركت الشرطة الإسرائيلية لمنعهم واندلعت مناوشات، وكاد النعش أن يسقط على الأرض وسط توتر شديد وهتافات استهجان واسعة.

وسمحت الشرطة في وقت لاحق لأسرة الشهيدة بأخذ النعش بالسيارة إلى الكنيسة، التي كانت مليئة بالمعزين. وهتفت الحشود بشعارات مؤيدة للدولة الفلسطينية، ولاحقا رددوا النشيد الوطني الفلسطيني.

وبعد القداس الجنائزي، توجه الآلاف إلى المقبرة ملوحين بالعلم الفلسطيني وهم يهتفون “فلسطين، فلسطين”.

وفي غضون ذلك، اعتمد مجلس الأمن الدولي بيانا صحفيا أعرب فيه عن استنكار المجلس الشديد لمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

ودعا البيان الصحفي إلى إجراء تحقيق فوري وشامل وشفاف ونزيه في مقتل شيرين أبو عاقلة. وشدد البيان على الحاجة إلى ضمان المساءلة. كما أكد وجوب حماية الصحفيين بصفتهم مدنيين.

مائة جريمة ضد الصحفيين

وفي سياق استهداف الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للصحفي داوود كتاب، قال فيه إن الاحتلال له تاريخ طويل من المعاملة القاسية للصحفيين الفلسطينيين.

وبحسب المقال، قام المدير المؤسس لمركز الدفاع عن حرية الصحفيين ومقره عمان، نضال منصور، بتوثيق “103 عمليات قتل نفذها الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين بالإضافة إلى حوالي 7000 إصابة وحالات عديدة من حالات الاعتقال والسجن منذ عام “1972.

وأشار المقال، إلى أن “الصحفية الفلسطينية، شيرين أبو عاقلة، التي قتلت على يد قوات الاحتلال بمخيم جنين، كانت تغطي الأخبار باحتراف والتزام صارم بالحقائق، حيث كان لها حضور شبه يومي في الأخبار من فلسطين، بما في ذلك تغطية واسعة للانتفاضة الفلسطينية الثانية”. وشدد على أن “الاحتلال وجنوده يمقتون الصحفيين الفلسطينيين، وأولئك الذين لديهم كاميرات يُنظر إليهم بمزيد من الاحتقار”.

وأضاف الكاتب: “أن سلطات الاحتلال تفرض على الصحفيين عقبات لا حصر لها ومخاطر عديدة، من خلال رقابة صارمة تمنع الصحفيين من كتابة أو إظهار أي شيء يعبر عن القومية الفلسطينية”، مشيرا إلى أن “الرقباء الإسرائيليين كانوا يقومون أحيانا بتغيير أرقام القتلى والجرحى الفلسطينيين بشكل تعسفي، أو إدخال كلمة (إرهابي) التي رفضنا استخدامها عند تسمية عضو في إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية”.

واستطرد: “ذات مرة واجهني جندي إسرائيلي عندما رآني أقف في شرفة منزلي في أثناء حظر التجول. عندما أجبته بإظهار البطاقة الصحفية الصادرة عن حكومته، ألقى بها على الأرض وصفعني على وجهي”.