اخر الاخبار

حذر بيان مشترك صدر عن الحزب الشيوعي المصري، الحزب الاشتراكي المصري، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، من النتائج الخطرة لإنشاء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية. من جانبها، أصدرت الحركة التقدمية الكويتية بيانا آخر بهذا الصدد، دعت فيه القوى الكويتية وكل شرائح المجتمع للوقوف ضد هذه التوجهات المريبة.

لا للتحالف الأمريكي الصهيوني

وقالت الأحزاب المصرية الثلاث في بيانها، الذي تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إن “القبول بنتائج قمة النقب التي شاركت فيها أطراف عربية في آذار الماضي، وتقرر فيها تشكيل إطار للتعاون الإقليمي، هو الخضوع للهيمنة الإسرائيلية الأمريكية والتفريط في الحقوق الفلسطينية”.  وأضافت أن “تدشين هذا التحالف يعني التسليم الكامل بالمشروع الأمريكي الصهيوني، والتخلي الكامل عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، والتغاضي عن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية، كما يعني ذلك الارتماء في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية رغم التحولات التي تجري متسارعة نحو عالم متعدد الأقطاب، مما يتيح إمكانية إقامة علاقات متوازنة ومتكافئة مع مختلف الأقطاب”.

وأكد البيان “الالتزام الدائم بموقف الشعب المصري الرافض للتطبيع مع العدو الصهيوني والتمسك بثوابت السياسة المصرية الوطنية الرافضة للتورط في أي أحلاف استعمارية صهيونية في المنطقة، فضلا عن الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني حتى يحقق أهدافه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين”، فيما دعا الأحزاب والقوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية المصرية والعربية إلى “الوقوف صفاً واحداً ضد تورط أي دولة عربية في هذا الحلف المشبوه وإفشاله، حماية لأمننا القومي، وحفاظاً على استقلال إرادتنا الوطنية”.

موقف “التقدمي الكويتي”

من جانبها، رفضت الحركة التقدمية الكويتية الزجّ بالكويت لتكون جزءاً من الحلف الأميركي الصهيوني الشرق أوسطي.

وذكرت الحركة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أنه “لم يعد خافياً على أحد أن الهدف الرئيسي لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقتنا واجتماع القمة المصاحب لها لا ينحصر في موضوع الطاقة وتسعيرها ضمن محاولات التعويض عن النفط والغاز الروسي بعد الحرب الأوكرانية فحسب، مثلما كان يتردد سابقاً، وإنما يكمن الهدف الرئيسي لهذه الزيارة والاجتماعات المصاحبة لها، في وضع ترتيبات تتعلق بما أسماه الرئيس الأميركي نفسه يوم ١٣ حزيران الماضي (الأمن القومي لإسرائيل)”.

وأردف البيان “نحن في الحركة التقدمية الكويتية نتابع عن كثب ما يجري تداوله في الأوساط الغربية والصهيونية عن الترتيبات الجارية لتأسيس هيكل سياسي وعسكري إقليمي أمريكي - صهيوني - شرق أوسطي في منطقتنا العربية، محوره الكيان الصهيوني، الذي كان يخطط منذ تسعينات القرن العشرين لإقامة ما وصفه رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق شمعون بيريز بمشروع (الشرق الأوسط الجديد)، وهو مشروع يهدف ليس لإدماج الكيان الصهيوني الغاصب في المنطقة فحسب، وإنما فرض هيمنته على المنطقة، واقتصاداتها، وثرواتها، وأمنها. ولا ننسى كذلك دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام ٢٠١٨ لإنشاء ما أسماه قوة عسكرية عربية ـ إسرائيلية مُشتركة، تحت اسم (التحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي)، بالإضافة إلى ما كرره رئيس وزراء الكيان الصهيوني نيفتالي بينيت خلال زيارته هذا العام لإحدى  دول الخليج المطبّعة عن التوجّه لإقامة ما أطلق عليه (تكتل إقليمي جديد بين إسرائيل ودول عربية ضد التهديدات المشتركة)، ما يعني ليس فقط نقل الكيان الصهيوني من خانته الحقيقية كعدو استراتيجي تاريخي للشعوب العربية، وإنما التخطيط ليحتل الكيان الصهيوني خانة الحليف الاستراتيجي التاريخي لأنظمة المنطقة”.

ورفض البيان “الزجّ بالكويت  في الحلف الأميركي - الصهيوني - الشرق أوسطي الجديد، الذي يجري التخطيط لإقامته خلال زيارة الرئيس بايدن للمنطقة لأنه يهدف إلى إحكام قبضة الهيمنة الأميركية الصهيونية على منطقتنا العربية وإقليمنا الخليجي، وذلك من أجل مواصلة نهب ثروات بلداننا وتكريس تبعيتها. كما أن رفض هذا الحلف يأتي من كونه يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تحويل العدو الغاصب إلى حليف، بل القبول به كمهيمن يسيطر على مقدرات المنطقة”، متوجها إلى الشعب الكويتي وقواه الحيّة وتياراته السياسية على اختلاف مشاربها، وإلى نقاباته وجمعياته واتحاداته النقابية العمالية والمهنية والطلابية، وإلى الكتّاب والمثقفين والناشطين في مختلف المجالات الاجتماعية، لإعلان الرفض للمخططات المعادية والتمسك بالموقف الوطني والقومي والإنساني الثابت للكويت وشعبها برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، واستمرار النهج الاستقلالي الوطني للكويت بعدم المشاركة في الأحلاف”.