اخر الاخبار

تحت شعار «إيطاليا، أوروبا، استمعوا إلى العمال! “، تجمع نقابيون ومناهضو الفاشية وديمقراطيون اجتماعيون وشيوعيون يوم السبت الفائت في ساحة بياتزا ديل بوبولو في العاصمة الايطالية روما. واحتجوا معًا ضد الفاشية واستغلال العمال. وأفادت صحيفة «إلفاتو كوتيديانو» الليبرالية اليسارية أن الساحة الواقعة في وسط العاصمة، والتي تتسع لعشرات الآلاف كانت «مزدحمة بالمشاركين».

نظم التجمع لاستذكار الاعتداء الفاشي الذي نفذته قبل عام مجموعة فورز نوفا أحد مجاميع حزب الرابطة الفاشي ضد مقر اتحاد نقابات العمال سي جي أي ل، والذي تسبب في دمار واسع للبناية. وحزب الرابطة الفاشي بزعامة سالفيني، هو أحد أطراف التحالف اليميني المتطرف بزعامة جورجيا ميلوني، الذي سيشكل الحكومة الإيطالية الجديدة.

تلقى التجمع المناهض للفاشية تضامنا امميا رفيع المستوى، بمشاركة العديد من الشخصيات المهمة، بضمنهم المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جيلبرت هونجبو (برسالة فيديو)، والأمين العام للاتحاد الأوروبي لنقابات العمال، لوكا فيسينتيني، ورئيس مجموعة العمال التابعة للجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، أوليفر روبكي. وابدى الأمناء العامون لنقابات العمال الإيطالية المختلفة ورئيس رابطة الأنصار الايطاليين، جيانفرانكو باجليارولو، تضامنهم. ووفقًا لتقرير لراديو تي جي 24، شارك أيضًا رئيس الحزب الديموقراطي الإيطالي، إنريكو ليتا، ووزير العمل أندريه أورلاندو، والذي كان في مقدمة المسيرة إلى ساحة التجمع.

في تموز الفائت، حُكم على العديد من أعضاء المجموعة الفاشية بالسجن لعدة سنوات بسبب الهجوم. ومع ذلك، لم يحظر رئيس الوزراء ماريو دراغي نشاط المجموعة الفاشية، على الرغم من أن الدستور يمنحه هذا الحق. وارتباطا بتشكيل الحكومة من قبل زعيمة حزب «اخوة إيطاليا» الفاشي، أعلن السكرتير العام لاتحاد نقابات سي جي أي ل ماوريتسيو لانديني، أنه لا الحكومة ولا المعارضة «استمعت إلى العمال». وبدلاً من ذلك، تم اتخاذ قرارات «تسير في الاتجاه المعاكس». دراغي «لم يفعل شيئاً لتحسين أوضاع العمال بينما كانت أرباح الشركات تتعاظم». وطالب لانديني البرلمان المنتخب حديثًا «بحل كل الجماعات التي تستلهم الإرث الفاشي».

وتضمن بيان للاتحادات النقابية مطالبها الموجهة للحكومة. وشملت قائمة المطالب، ضمن امور أخرى، مكافحة أكثر فاعلية للفقر، وإقرار قانون للتمثيل النقابي، وتغيير «حقيقي» في نظام ضريبي - «تصاعدي وإعادة التوزيع» وتحسين السلامة الصناعية.

وعكس التجمع تخلي الاتحادات النقابية عن المواقف المترددة تجاه الحكومة الفاشية المرتقبة، وتبنت منظمات العمال مواقف نضالية. قال لانديني وسط تصفيق عاصف، لن نتصل بمكتب رئيس الوزراء لمعرفة ما سيقرره. «نحن نطالب بالتغيير».

وكانت أكبر ثلاثة اتحادات نقابية في البلاد، قد أعلنت، حتى قبل اجراء الانتخابات، وبعيدا عنها، عن توجهها لتنظيم تجمعات في ساحات البلاد الرئيسة، لغرض لفت انتباه الحكومة المنتخبة إلى المخاوف الجدية التي تنتاب الايطاليين.

خلال الحملة الانتخابية بدت النقابات العمالية أكثر وعيًا بالحالة غير المستقرة للديمقراطية في إيطاليا من العديد من السياسيين الذين انشغلوا حد الثمالة بالحملة الانتخابية. قال لانديني خلال الحملة الانتخابية «إنها لحظة ديناميكية يتغير فيها كل شيء». وان الخطر الأكبر في الخلاف الجسيم بين عالم العمل وعالم السياسة. ومن السهل ملاحظة ذلك من خلال المشاركة المنخفضة للغاية في التصويت. «يجب أن ننجح في استعادة وحدة عالم العمل. إنها اللحظة التي يتعين علينا فيها الاستماع إلى العمال مرة أخرى».

ومن المفيد الإشارة إلى أن، على الرغم من انتصار اليمين المتطرف الانتخابي، فان الحركة الجماهيرية ليست في حالة ركود تام. لقد كشف التجمع العمالي المدعوم من القوى الديمقراطية، ان الائتلاف الجديد سيواجه تحديًا شعبيًا، سواء على مستوى الاحتجاجات ضد السياسات الاقتصادية، أو ضد العنصرية والفاشية. في تموز الفائت، أدى إضراب عمالي لمدة يوم واحد إلى إلغاء أكثر من 200 رحلة طيران، وكانت مطالب المضربين تتعلق بظروف العمل ورفع الحد الأدنى للأجور. وفي تشرين الأول 2021، تظاهر حوالي 200 ألف للمطالبة بحظر الجماعات الفاشية في إيطاليا. ومن المحتمل أن تتصاعد مثل هذه التحركات في المستقبل.

عرض مقالات: