اخر الاخبار

تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية، قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 من 6 - 18 تشرين الثاني المقبل، بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والآلاف من النشطاء المعنيين في البيئة.

ويؤكد تقرير صدر مؤخراً، أن تغيّر المناخ يؤثر بشدة في صحة الناس في جميع أنحاء العالم.

انعدام الأمن الغذائي

ويقول تقرير نشرته مجلة لانسيت وهي (مجلة طبية عامة وتعد من أقدم وأشهر المجلات الدورية الطبية في العالم) الذي جاء تحت عنوان «العد التنازلي» إن اعتماد العالم المستمر على الوقود الأحفوري يزيد من مخاطر انعدام الأمن الغذائي والأمراض المعدية والأمراض المرتبطة بالحرارة.

وعمل على إصدار التقرير 99 خبيرا من المنظمات، التي من بينها منظمة الصحة العالمية.

ويتحدث التقرير عن تأثير الطقس المتطرف في زيادة الضغط على الخدمات الصحية على مستوى العالم التي تصارع بالفعل مع وباء كورونا، وبيّن أن الوفيات المرتبطة بالحرارة على مستوى العالم زادت بمقدار الثلثين خلال العقدين الماضيين.

وقد تجاوزت درجات الحرارة أرقاما قياسية في جميع أنحاء العالم في عام 2022، بما في ذلك بريطانيا، حيث سجلت فيها 40 درجة مئوية في تموز، بالإضافة إلى أجزاء من أوروبا وباكستان والصين.

ويشير التقرير الى إمكانية انقاذ أرواح الملايين من خلال اتخاذ إجراءات فورية، مع التحول السريع إلى الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة.

وتقدر البيانات المنشورة في التقرير أن «التعرض لتلوث الهواء ساهم في 4.7 مليون حالة وفاة على مستوى العالم في عام 2020، منها 1.3 مليون (أي 35 في المئة) مرتبطة بشكل مباشر باحتراق الوقود الأحفوري».

ويضيف التقرير أن تأثيرات تغير المناخ تتفاقم بسرعة وتزيد من حدة آثار الأزمات الأخرى مثل انعدام الأمن الغذائي وفقر الطاقة وزيادة تلوث الهواء.

العالم يراقب دول العشرين

وردّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على التقرير بالقول: يجب على قادة العالم مواءمة العمل بما يتماشى مع حجم المشكلة.

وقال غوتيريش في تصريحات نقلتها وكالات الانباء العالمية، إن «العالم يراقب دول مجموعة العشرين، التي تنتج 80 في المائة من انبعاثات الاحتباس الحراري». وأضاف أنه يتعين عليها تكثيف الجهود لخفض الانبعاثات وقيادة الطريق من خلال زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وتابع: «إن صحة الإنسان وسبل العيش وميزانيات الأسرة والاقتصادات الوطنية تتدهور، إذ يخرج إدمان البشر على استخدام الوقود الأحفوري عن السيطرة».

وكتب جاستين رولات وهو محرر شؤون المناخ في هيئة الإذاعة البريطانية BBC، ان «تقرير لانسيت اليوم دعوة إلى أن نُشمر عن سواعد الجد»، وتابع «يأمل المؤلفون في ظهور الأدلة التي يقدمها مدى الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في مؤتمر الأمم.

خطر على الأطفال

وحذر تقرير لليونيسيف نُشر أيضا، أمس الأربعاء، من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة التمويل لحماية الأطفال والمجتمعات الضعيفة من موجات الحر المتفاقمة.

ويجد الباحثون أن «التغير في المناخ أدى إلى زيادة انتشار الأمراض المعدية، وزاد عدد الأشهر التي تسهل انتقال الملاريا في مناطق المرتفعات في الأمريكيتين وأفريقيا في السنوات الـ60 الماضية».

انتقادات للقمة قبل الانعقاد

وانتقد نشطاء مهتمون بالحفاظ على البيئة اتفاقا وقعته مصر مع شركة كوكاكولا لرعاية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب 27» الشهر المقبل.

وقال نشطاء، إن «الاتفاق يحد من فرص المحادثات، نظرا لأن غالبية المواد البلاستيكية تُصنع من الوقود الأحفوري».

فيما ردت شركة كوكاكولا، التي تعد منتجا رئيسيا للبلاستيك، بالقول: «نشارك في هدف القضاء على النفايات، وتقدّر الجهود المبذولة لرفع الوعي».

وصرح مايكل غولتزمان، نائب رئيس السياسات العامة والاستدامة في شركة كوكاكولا، خلال التوقيع على الاتفاق أن «شركة كوكاكولا تسعى إلى دعم العمل الجماعي في مواجهة تغير المناخ».

وكانت الشركة قد اعترفت، في عام 2019، بأنها تستخدم ثلاثة ملايين طن من العبوات البلاستيكية في السنة.

اتفاقات سابقة.. أين النتائج؟

في قمة العام الماضي التي عقدت في غلاسكو بالمملكة المتحدة، توصل المشاركون لاتفاق يهدف لتقليل حجم المخاطر البيئية التي يتعرض لها كوكب الأرض.

وتنص الاتفاقية أيضا على العمل على تقليل معدل الانبعاثات الغازية، وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغير المناخي.

وتنظر البلدان النامية وهي الأكثر عرضة للآثار الضارة للتغير المناخي لنفسها كضحية للتغير المناخي، بينما تساهم بشكل متواضع في انبعاثات الغازات الدفينة.

وتطلب هذه البلاد من الدول الغنية الوفاء بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار سنوياً لمساعدتها في التأقلم مع التغير المناخي.

محمد محمود مدير برنامج المناخ والماء في معهد الشرق الأوسط في واشنطن أكّد في تصريح صحفي، أن ما رأيناه خلال أشهر الصيف القليلة الماضية في ما يتعلق بزيادة نشاط العواصف الترابية والرعدية الشديدة التي أدت إلى فيضانات، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتغيّر المناخ.

وأضاف محمود: «عند هطول الأمطار ولو لفترات قليلة، فإنها تهطل بغزارة، وبسبب كمية المطر في تلك الفترة القصيرة تحدث الفيضانات».