اخر الاخبار

استضافت العاصمة اليونانية أثينا أيام 22 – 23 تشرين الأول 2022، الدورة السادسة للمنتدى الأوربي للقوى التقدمية، الذي بات موعد انعقاده، يحتل حيزا مهما في اهتمام القوى المشاركة فيه، والتي يتسع حضورها وتنوعها. والمنتدى الذي يلعب في تنظيمه حزب اليسار الأوربي دورا رئيسيا، يمثل فضاء لحوار جدي يجمع قوى اليسار الجذري بالعديد من القوى التقدمية وعدد من أحزاب الخضر، والنقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية والمبادرات والمعاهد و “مراكز البحوث” لمناقشة كيفية التعامل مع الوضع الراهن. وتم في هذه الدورة دعوة مجموعة من المؤسسات المسيحية، كما ازداد وزن مشاركة الحركات الاجتماعية، وبلغ مجموع الشخصيات المشاركة في اعمال المنتدى 350 مندوبا. ومن الشخصيات المشاركة، زعيم حزب اليسار ورئيس الوزراء اليوناني السابق ألكسيس تسيبراس ورئيس حزب اليسار الأوربي هاينز بيرباوم، والرئيسان المشاركان لمؤسسة “تحول اوربا” كورنيليا هيلدبراندت ومارغا فيريه مانون أوبري، وقيادات كتلة اليسار في البرلمان الأوربي، والعديد من أعضاء الكتلة. ولوحظ استمرار محدودية حضور ممثلي بلدان اوربا الشرقية.

لم يكن اتساع نطاق المشاركة مفاجئا، فمنذ انطلاقته الأولى في مرسيليا الفرنسية، كان المنتدى لقاءً لجميع القوى التي تمتلك رؤية نقدية للتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أوروبا. وعلى هذا الأساس تم التأكيد على ضرورة الإنهاء السريع للحرب في أوكرانيا وإنشاء بنية أمنية أوروبية جديدة، وكذلك مناقشة التغلب على عواقب الحرب والوباء. وكانت هناك مناقشات مخصصة لمواضيع مثل البيئة وتغير المناخ بالإضافة إلى التمييز الاجتماعي.

وجاء في البيان الختامي للمنتدى الذي اقر في جلسات يومه الثاني: “إن شعوب أوروبا تعاني من أزمة طويلة الأمد لا تؤدي فقط إلى تدهور نوعية الحياة وانتكاسة للحقوق الاجتماعية والمدنية والعمالية، بل تؤدي أيضًا إلى حالة من انعدام الأمن الفردي والجماعي. وما لم يتم الوصول الى حلول ديمقراطية إيجابية، فإن هذا الخوف سيوفر في المستقبل أرضية خصبة لتصاعد الفاشية والائتلافات السياسية تحت تأثير اليمين المتطرف. ان القوى اليسار والتقدم وأحزاب الخضر في أوروبا تتحمل مسؤولية تمهيد الطريق لهذه البدائل السياسية الديمقراطية” وفي الوقت الذي جرت فيه جلسات المنتدى في أثينا، أدت في روما، زعيمة الفاشيين الجدد د جورجيا ميلوني اليمين الدستورية كرئيسة للحكومة. وفي نقد مباشر للذات، أشار البيان الختامي الى ان: “صعود الفاشية في أوروبا يجب أن يجعلنا نفكر بشكل نقدي للذات لعدم قدرتنا على إيضاح أهوال هذه الأيديولوجية إلى أجيال الشباب”.

لقد ادان المشاركون الغزو الروسي لأوكرانيا. ان التدخل غير الشرعي “ جر اوربا والعالم الى وضع لا يمكن التنبؤ بنتائجه”. وفي الجلسة الختامية، أكد فالتر باير، السكرتير الأسبق للحزب الشيوعي النمساوي، ومنسق شبكة تحول لسنوات طويلة، على امتداد الحرب الى التنمية العالمية، والخطر المتزايد للحرب النووية، وزيادة الفقر والجوع، وان شن الحرب تجاوز القانون الدولي، الذي لا يمثل فقط أحد أهم الإنجازات الحضارية، ولكنه يمثل أيضًا شرطًا لا غنى عنه لتغيير هذا الوضع الذي لا يطاق.

ونصت خطة العمل المرفقة بالوثيقة النهائية على دعم الحملات من أجل حقوق المرأة ومكافحة تغير المناخ وتحميل السكان اعباء الأزمة، وقيام مراكز البحوث والعمل الفكري بمعالجة مسألة عودة ظهور الفاشية في أوروبا.  وتم تشكيل مجموعة عمل مسؤولة عن تنفيذ خطة العمل.

وقبيل انطلاق الدورة الأولى للمنتدى في أيام 10 – 11 تشرين الأول 2017 قال بير لوران السكرتير الوطني السابق للحزب الشيوعي الفرنسي، ونائب رئيس حزب اليسار الأوربي آنذاك، ومن الشخصيات التي لعبت دورا محوريا في تأسيس المنتدى: “ لقد كان تأسيس حزب اليسار الأوربي خطوة اولى. ولكن يجب علينا المضي قدما. فهناك قوى في البرلمان الأوربي، وفي مجموعة البرلمانيين اليساريين، وهناك قوى سياسية مجتمعية جديدة ظهرت، وهناك قوى مجتمعية، وحركات جديدة على الصعيدين السياسي والاجتماعي. ويجب ان تعمل جميع هذه القوى سوية. وهذا ما نريد ان نخلقه في منتدى مرسيليا. وفي هذا السياق فان تجارب امريكا اللاتينية، في هذ المجال، ذات قيمة بالنسبة لنا، لأنهم يمارسون، منذ زمن طويل، هذا التنسيق السياسي بنجاح. ونحن في حاجة إلى هذا التعاون إذا أردنا أن نخفف من شدة الكماشة التي ترزح فيها أوروبا - بين قوى الليبرالية الجديدة من جهة، والقوى الشعبوية، قوى اليمين المتطرف من جهة أخرى. نحن في حاجة الى تنسيق وتعاون قوى اليسار الأوربي والقوى الايكولوجية، إذا أردنا أن نفتح مسارا مختلفا”.

عرض مقالات: