اخر الاخبار

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها الخاصة لمناقشة القضية الفلسطينية، لصالح أربعة قرارات لفلسطين، وعلى رأسها عقد جلسة رفيعة المستوى لإحياء ذكرى النكبة الـ 75. وفي غضون ذلك ارتكبت قوات الاحتلال جريمة جديدة بحق شاب فلسطيني جرى إعدامه (من النقطة صفر) رغم محاولات الأهالي تخليصه من يد المجند الإسرائيلي.

ترحيب فلسطيني

رحب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالتصويت لصالح القرارات الأربعة، وقال إن التصويت على إحياء ذكرى النكبة اعتراف أممي بالمأساة الفلسطينية التي أدت إلى تهجير شعبنا، وتحويل أكثر من نصفه إلى لاجئين في الشتات، ونصفهم الآخر تحت اضطهاد نظام فصل عنصري، واستعمار كولنيالي، مشيرًا إلى أن هذا التصويت خطوة في تجاه تصويب الظلم التاريخي لجبر الضرر الذي أصاب فلسطين.

وأشار المالكي إلى أن “تصويت الدول لصالح القرارات دليل على الاجماع الدولي بشأن القضية الفلسطينية، وحق شعبنا الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، وحقه في تقرير المصير والاستقلال لدولة فلسطين، والعودة للاجئين”.

تفاصيل القرارات

والقرارات الأربعة جاءت كالآتي: “أولا: تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية، صوت لصالحه (153) دولة، وضد (9) دول، وامتناع (10) دول. ثانيا: البرنامج الإعلامي الخاص الذي تضطلع به إدارة شؤون الإعلام بالأمانة العامة بشأن قضية فلسطين، وصوت لصالحه (149) دولة، وضد (11) دولة، وامتناع (13) دولة، ويجدد القرار ولاية البرنامج لدعم توعية إعلامية للمساهمة في السلام، ويدين الإعدام الميداني للصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ويدعو إلى المساءلة، ويرحب بقرار تسمية برنامج الأمم المتحدة التدريبي للصحفيين الفلسطينيين باسمها تكريما لها. ثالثا: اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، حيث صوت لصالحه (101) دولة، وضد (17) دولة، وامتناع (53) دولة. حيث يطلب القرار الوارد من اللجنة حشد التضامن والدعم الدوليين للشعب الفلسطيني واستعادة الأفق السياسي والنهوض بسلام عادل ودائم وشامل، لاسيما خلال هذه الفترة الحرجة من عدم الاستقرار، وزيادة تقليص الحيز المدني في الأرض الفلسطينية المحتلة، والضائقة الإنسانية والأزمة المالية، ويدعو جميع الحكومات والمنظمات إلى التعاون مع اللجنة. رابعا: شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة، صوت لصالحه (90) دولة، وضد (30) دولة، وامتناع (47) دولة. وفيه يطلب القرار من الشعبة تكريس أنشطتها في عام 2023 للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة في 15 أيار 2023”. وأعرب المالكي عن شكره للدول الصديقة والشقيقة التي صوتت لصالح هذه القرارات، والارتفاع الملحوظ في عدد تلك الدول، موجها الدعوة للدول التي لم تدعم القرارات بالتوقف عن معاييرها المزدوجة، وانسياقها وتشجيعها لسلطة الاحتلال في جرائمه. وقال: “إننا نراقب التصرفات المسيئة لهذه الدول التي تساهم في إضعاف المنظومة الدولية وتساعد سلطة الاحتلال غير القانوني في الإفلات من العقاب والمساءلة عن جرائمه وانتهاكاته، وإنها لن تستطيع أن تتهرب من الالتزامات المترتبة واجباتها في احترام وتطبيق قواعد القانون الدولي”.

جريمة إسرائيلية شنيعة

ولم يمض الكثير على هذه القرارات، حتى ظهر مقطع فيديو يوثق إعدام ميداني (من النقطة صفر) قام به مجند إسرائيلي بحق مدني فلسطيني في جنوب نابلس.

وضمن ردود الفعل على هذه الجريمة، أعلن الأهالي حدادا شاملا وإغلاق تام لبلدة حوارة جنوب نابلس فيما اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال.

وشهدت البلدة إغلاقا شاملا حدادا على روح الشهيد عمار مفلح، الذي أعدمه جندي إسرائيلي في شارعها الرئيسي. فقد أغلقت المحال التجارية أبوابها على طول الشارع الرئيسي في البلدة التي تربط شمال الضفة بوسطها. وأفادت مصادر محلية للجزيرة نت بأن الإغلاق جاء استجابة لدعوات أطلقها نشطاء في القرية عبر مكبرات صوت المساجد.

وكان جندي إسرائيلي يحاول اعتقال الشاب مفلح، وأطبق الخناق عليه في وقت سعى فيه فلسطينيان لتخليصه من قبضة الجندي، وبعدما حاول الشاب الفكاك من قبضته سحبه الجندي إلى مكان آخر وأطلق عليه عدة رصاصات من المسافة صفر، حسبما أظهر بوضوح مقطع فيديو للحادثة.

كما بثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد قالت إنها من اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال على مفرق بلدة بيتا الليلة الماضية. وأظهرت إحدى اللقطات دخانا كثيفا في وقت يُسمع فيه دوي إطلاق نار بالتزامن مع صوت تكبيرات الفلسطينيين في لقطات أخرى.

وإلى جانب بلدة حوارة، دعا حراك حيفا، وحركة أبناء البلد، في بيان مشترك للتظاهر في مدينة حيفا شمالا ضد سياسة الإعدامات اليومية الإسرائيلية، وجاء في البيان “لن نسكت ونتفرج على نهر دمائنا ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام حرب الإبادة المفروضة علينا والتي من العار أن نخوضها متفرقين”.

وكانت حركات المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نددت بالجريمة أيضا، وقالت إنه يعكس “السلوك العدواني والفاشي للاحتلال وجيشه، وإن مشهد جريمة الإعدام سيرتد على الاحتلال وسيدفع ثمنها”، وأكدت أنها شاهد على “إجرام الاحتلال وإرهابه المنظم ضد الشعب الفلسطيني”.

على صعيد آخر نشر تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان مقطع فيديو يوثق تنكيل جنود الاحتلال الإسرائيلي بالسكان في منطقة تل الرميدة وشارع الشهداء بمدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة. وقد أغلقت قوات الاحتلال جميع الحواجز العسكرية في المنطقة، ومنعت السكان - بينهم نساء وأطفال ورجال - من الوصول إلى منازلهم لساعات طويلة.

جدير بالذكر أن سكان مدينة الخليل يتعرضون بشكل متواصل لاعتداءات الاحتلال وتضييقاته المستمرة عليهم، إضافة لاعتداءات المستوطنين وتنكيلهم بالسكان هناك.