اخر الاخبار

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، امس الأربعاء، إن تل أبيب تحاول منع عقد اجتماع لمجلس الأمن اليوم الخميس بشأن اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى.

وكانت مصادر دبلوماسية قالت للجزيرة، إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مفتوحة الخميس لمناقشة التطورات في المسجد الأقصى، يأتي هذا بينما توالت الإدانات العربية والدولية لاقتحام الوزير الإسرائيلي لباحات الأقصى.

برقية سرية

وذكر موقع «واللا» الإسرائيلي أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت برقية سرية امس الأربعاء إلى 15 سفيرا إسرائيليا لدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

وقال الموقع إن برقية الخارجية الإسرائيلية أمرت السفراء بـ»التوجه بشكل ملح» إلى الجهات التي تخاطبها السفارات الإسرائيلية في تلك الدول، كي تعارض مناقشة مجلس الأمن لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى ومنع صدور قرار أو بيان عن رئاسة مجلس الأمن أو بيان للصحافة.

وطالبت البرقية الدبلوماسيين الإسرائيليين بالادعاء أن مجلس الأمن سيعقد مداولات مفتوحة حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، في 18 كانون الثاني الجاري، وأن بإمكان أي أحد أن يتحدث خلاله وأنه لا حاجة لعقد مداولات منفصلة أخرى.

وأضافت البرقية أن على السفراء الإسرائيليين أن يزعموا أن إسرائيل «ملتزمة بالوضع القائم» في المسجد الأقصى، وأن اقتحام بن غفير لم يخرق الوضع القائم.

وحثت البرقية الدبلوماسيين الإسرائيليين بأن يقولوا للجهات التي يتحدثون معها إن مناقشة موضوع المسجد الأقصى أو صدور بيان عن مجلس الأمن «سيمنح دعما لحماس ومنظمات إرهابية تستخدم القدس من أجل تشجيع العنف».

تحركات دولية

وقال دبلوماسيون، مساء الثلاثاء، إن الصين الإمارات العربية المتحدة طلبتا من مجلس الأمن الدولي الاجتماع علنا اليوم الخميس، لمناقشة التطورات الأخيرة في القدس المحتلة.

بدوره، كلّف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعثة بلاده في نيويورك بالتحرك الفوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى والمطالبة بوقفها.

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن هذه الخطوة تم التنسيق لها مع الأردن وعدد من الدول المؤيدة للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة.

من جانبه، شدد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق على ضرورة احترام الوضع القائم في القدس.

وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يدعو الجميع إلى الامتناع عن خطوات من شأنها تصعيد التوترات في الأماكن المقدسة وحولها.

وهذه أول عملية اقتحام لبن غفير زعيم الصهيونية الدينية المتطرفة بعد توليه حقيبة الأمن القومي.

وقال بن غفير، في تغريدة على تويتر، إن «جبل الهيكل مفتوح للجميع»، مستخدما الاسم اليهودي للإشارة إلى مجمع المسجد الأقصى. وأظهر مقطع فيديو بن غفير وهو يتجول في محيط المجمع محاطا بحراسة أمنية مكثفة.

أميركا وأوروبا

وفي أول رد فعل دولي على هذا الاقتحام، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إن «الولايات المتحدة تؤيد بقوة الحفاظ على الوضع القائم فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس. وأي عمل أحادي يقوّض الوضع الراهن غير مقبول»، مضيفا أن الولايات المتحدة تدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحفاظ على التزامه تجاه الوضع القائم للمواقع المقدسة.

كما أكدت الخارجية الأميركية معارضة الولايات المتحدة أي إجراءات أحادية الجانب تقوّض الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس، وقالت إن «الزيارة يمكن أن تؤدي لتفاقم التوتر وإثارة العنف».

كما قال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفن كوبمانس، أمس، إن الوضع الراهن في المواقع المقدسة بمدينة القدس ووصاية الأردن عليها يشكلان «ضرورة لاستمرار السلام والاستقرار الإقليمي».

ودانت الجامعة العربية، في بيان، بأشد العبارات هذا الاقتحام، واصفة ذلك بأنه «استباحة للحرم القدسي وعدوان على القبلة الأولى للمسلمين».

من جهته، يرى الكاتب بصحيفة هآرتس (Haaretz) الإسرائيلية تسفي باريل، أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير مصمم على إثارة انتفاضة تسمى باسمه، ولن يرتاح حتى يجر الحكومة الإسرائيلية والجيش وجميع الإسرائيليين إلى مغامرة متهورة من شأنها أن تحوّل إسرائيل إلى دولة منبوذة.

وحذر باريل أن بن غفير بذلك سيكون المسؤول عن إسقاط السلطة الفلسطينية نهائيا ووضع إسرائيل في مسار تصادم متسارع مع الدول العربية التي أبرمت اتفاقيات سلام معها، ناهيك عن الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام.

وفي السياق، أصيب شابان فلسطينيان وجندي إسرائيلي خلال اقتحام قوات الاحتلال امس الأربعاء بلدتي قباطية والزبابدة جنوب محافظة جنين بالضفة الغربية، كما اعتقل الاحتلال 11 فلسطينيا في أنحاء متفرقة من الضفة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي في اشتباك مع مسلحين فلسطينيين أثناء عملية اعتقال ببلدة قباطية.