اخر الاخبار

يتوجّه اليوم الأحد الناخبون في تركيا إلى صناديق الاقتراع للمرة الثانية خلال أسبوعين لاختيار رئيس للبلاد في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، بعد أن انتهت الأولى بعدم حصول أي مرشح رئاسي على أغلبية النصف زائد واحد.

وفي الوقت الذي يبدو فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتاحا لفارق النقاط الذي حققه في الجولة الأولى، يزيد منافسه مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو من حدة خطابه المتعلق بعدد من القضايا، أبرزها اللاجئون، لكسب مزيد من أصوات القوميين المتشددين.

ويسعى مرشح المعارضة اللحاق بأردوغان، المدعوم من تحالف إسلامي - فاشي، والذي حصل على 49.5 في المائة في الجولة الأولى مقارنة بـ 45 في المائة لكيليجدار أوغلو، وفي هذا السياق كسب أغلو دعم حزب فاشي منشق عن حلفاء اردوغان يحمل اسم “الظفر”، حصل في جولة الانتخابات الأولى 2 في المائة فقط، بعد أن قدم له تنازلات سياسية وخصوصا في تبني خطاب عنصري مكشوف ضد اللاجئين، وبهذا التوجه خاطر مرشح المعارضة بخسارة أصوات الناخبين الكرد المؤثرة جدا، التي بواسطتها حقق المرشح الكمالي في الجولة الأولى أفضل نتائج له في معاقل الحركة الكردية مثل مدينة ديار بكر.

أردوغان ركز على أسلحته نفسها، مؤكدا قدرته على إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الزلازل الأخيرة، ومجددا وعوده بنقل تركيا إلى مصاف الدول المتقدمة بالتزامن مع انطلاقة المئوية الثانية لجمهوريتها.

في المقابل، بدت لهجة كليجدار أوغلو أكثر تصعيدا، حيث انتهج خطابا متشددا تجاه اللاجئين، في محاولة لكسب أصوات القوميين والشباب، والتركيز على التحدي الأكبر وهو إخراج مناصري المعارضة من حالة إحباط محتملة تسببت فيها نتائج الجولة الأولى.

وثيقة تفاهم

أوغلو قد وقع تفاهما مشتركا مع رئيس “حزب ظفر” أوميت أوزداغ يوم الأربعاء الفائت، وافق بموجبه على ترحيل “جميع اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين” في غضون عام واحد. ومعروف ان أوغلو في حال انتصاره، سينسحب من اتفاقية اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي المبرمة في عام 2016 تحت ضغط من المستشارة الألمانية السابقة ميركل. وبموجب الاتفاق المذكور التزمت حكومة اردوغان بمنع اللاجئين من الوصول الى اوربا ورعاية اللاجئين السوريين مقابل دعم مالي كبير من الاتحاد الأوروبي. ولهذا ستكون انتخابات اليوم استفتاءً على مغادرة أو بقاء 13 مليون لاجئ، وفق تغريدة أوزداغ الخميس الفائت. في حين تتحدث الأمم المتحدة عن قرابة 4 مليون لاجئ في تركيا، معظمهم سوريون.

وتضمن التفاهم أيضا بالإبقاء على وصاية الدولة على البلديات الكردية، التي فرضها اردوغان على 65 بلدية، بعد أن اعتقل رؤساء البلدية المنتخبين بتهمة الإرهاب، وعين حكاما بموجب مراسيم. وكان اوغلو قد وعد حزب الشعوب الديمقراطي بإلغاء هذه الإجراءات واعتماد قرارات قضائية بدل المراسيم.

دعم كردي لمرشح المعارضة

في هذه الأثناء، أعلن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يمثل تحالفا يضم أكثرية كردية وقوى يسارية تركية، وكذلك حزب اليسار الآخر الرديف، والذي دخل حزب الشعوب الديمقراطية الانتخابات باسمه، تحسبا لحظر نشاط الحزب الأم المطروح أمام القضاء واستمرار دعمهما لمرشح المعارضة في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التركية وزعيم الحزب الجمهوري (كماليون) كمال كليجدار أوغلو..

وقال حزبا اليسار الأخضر والشعوب الديمقراطي - في بيان مشترك - إن استخدام اللاجئين ورقة سياسية هو أمر مرفوض وخاطئ بشكل كبير، لكننا سنواصل دعم كليجدار أوغلو.

وفي مؤتمر صحفي عقده ممثلون عن الحزبين بعد ظهر الخميس الفائت، قالت الزعيمة المشاركة لحزب اليسار الأخضر إن الانتخابات ليست خيارا بين الرئيس رجب طيب أردوغان وكليجدار أوغلو، بل هي استفتاء على ما وصفته “بالنظام الظالم”، في حين قال الزعيم المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي مدحت سنجار إن الحزب يتمسك بالمطالب ذاتها، وإن الشعب الكردي سيذهب للصناديق بأعداد أكبر.

وكان الحزبان أعلنا الأربعاء الفائت أنهما سيعقدان اجتماعا لبحث موقفهما من الانتخابات بعد تبني كليجدار أوغلو خطابا قوميا معاديا للاجئين، وتحالفه مع زعيم حزب “الظفر” القومي المتطرف أوميت أوزداغ.

من جانبه، قال كليجدار أوغلو -في مؤتمر انتخابي بولاية أضنة- “يجب ألا تصوتوا لمن أدخل البلاد في هذا المستنقع، توجهوا إلى صناديق الاقتراع، واقترعوا وفقا لما يمليه عليكم ضميركم”.