اخر الاخبار

في هذه الخسارة الكبيرة لمناضل لا يكل و“رأس المال اروحي” لعمال وكادحي بلادنا اصدرت اللجنة المركزية لحزب توده بيانا جاء فيه:

إلى أعضاء وأنصار وأصدقاء الحزب المناضلين من أجل العمال والكادحين!

تعبر اللجنة المركزية لحزب توده الإيراني عن حزنها العميق بمناسبة وفاة الرفيق علي خاوري، صوت حقيقة حزب توده إيران. كان الرفيق علي خاوري مناضلاً لا يعرف الكلل، ناضل خلال ما يقرب من ثمانين عاماً من أجل حقوق العمال والكادحين في بلادنا، على الرغم من معاناته جراء سنوات السجن والتعذيب من قبل النظام الشاهنشاهي وسنوات الهجرة والحملة الدعائية للنظام وأتباعه ضده وضد الحزب. ولم يتخل خلال حياته الغزيرة ورغم مرضه عن واجبه - كما قال دائماً - كجندي في الحزب، ولم يبخل عن العطاء في واحدة من أصعب الفترات وأكثرها حساسية في تاريخنا. ولعب دورا محددا ومتميزا في استمرار عمل ونضال حزب توده إيران.

ولد الرفيق علي خاوري في مدينة مشهد في الحادي والعشرين من آذار عام 1923. كان والد الرفيق يُلقب بـ “الأديب خاوري”، فهو شاعر يكتب الشعر باللغتين العربية والفارسية، ولهذا السبب كثيراً ما كان العلماء ينشدون الشعر في منزله. انجذب الرفيق خاوري إلى الأفكار الشيوعية في سن مبكرة. كما يورد هو نفسه: “عندما ولد الحزب، كنت صغيراً متأثراً بشدة بالأفكار التقدمية، وعملت في مشهد. كان أخي عبد الرسول خاوري أيضاً ناشطاً وكادراً في الحزب الشيوعي، وأصبح فيما بعد عضواً في لجنة ولاية خراسان، وكنت أتحدث معه عن نشاطي في صفوف الشباب”.

انتخب الرفيق خاوري والرفيق الشهيد حكمت جو خلال فترة سجنه بعضوية اللجنة المركزية لحزب توده إيران جراء مقاومتهما الشجاعة ودفاعهما التاريخي عن حقانية الحزب في محاكم النظام الشاهنشاهي القمعي. وأصبح الرفيق خاوري في السجن رمزاً للمقاومة والشجاعة والإنسانية، ولذلك حظي بالاحترام في السجون السياسية من زوايا مختلفة.

أطلق سراح الرفيق علي خاوري بعد خمسة عشر عاماً قضاها في سجون نظام الشاه، من سجن قصر عشية انتصار الثورة في 26 شباط 1979، مع آخر مجموعة من المعتقلين السياسيين. وبناء على طلب قيادة الحزب، شرع بفتح مكتب الحزب والشروع بإصدار العدد الأول العلني من جريدة “نامه مردم”(رسالة الشعب) بالتعاون مع طيب الذكر محمد علي مهميد. بعد الثورة، جرى انتخاب الرفيق خاوري عضوا في الهيئة السياسية وعضوية سكرتارية اللجنة المركزية لحزب توده إيران، ولعب دورا هاما في النضال الصعب للحزب بعد الثورة.

الرفيق علي خاوري بصفته عضو السكرتارية الوحيد الباقي في اللجنة المركزية للحزب، إلى جانب الرفاق القلائل الباقين على قيد الحياة من قيادة الحزب الذين تمكنوا من الهروب من ضحايا النظام، تولى المسؤولية التاريخية لإعادة بناء وإحياء قيادة الحزب وتنظيمه، ومراجعة سياسات الحزب.

في البداية أصبح خاوري مسؤولا للتنظيمات خارج الوطن، وبعد انعقاد الدورة الثامنة عشر للجنة المركزية، تولى منصب السكرتير الأول للجنة المركزية.

كان الرفيق علي خاوري مناضلاً ذكياً ومفكراً ثورياً وإنساناً نبيلًا، حيث استطاع في اللحظات الحاسمة في التاريخ المعاصر لحزبنا، بالتعاون مع رفاقه، اتباع سياسة مبدئية والحفاظ على البناء النظري للحزب المستند إلى الماركسية اللينينية والحفاظ عليها كما يحافظ على حدقات العين، ورفع راية نضال الحزب المجيد للطبقة العاملة والكادحين. إن هذا المناضل الواعي والباسل في حزب توده، سار على خطى أبطال الحزب من شاكلة روزبه وسيامك وكيوان ووارطان ورحمن هاتفي وسيمين فردينه.

غادر الرفيق علي خاوري رفاقه وشعبه يوم الجمعة المصادف العشرين من آذار عام 2021 عن عمر ناهز الثامنة والتسعين جراء سكتة قلبية. لكن أفكاره النقية والإنسانية وغير القابلة للاهتزاز حول شرعية النضال التاريخي لعمال وكادحي الوطن وضرورة نضال حزب توده إيراني من أجل الحرية والاستقلال والسلام والعدالة الاجتماعية والاشتراكية هي أفكار ثمينة. وسيبقى التراث الروحي القائم على مبدأ استمرار الجماهير في كفاحها حتى النصر النهائي.

وتتوجه اللجنة المركزية لحزب توده إيران بمناسبة وفاة الرفيق علي خاوري رئيس حزب توده ايراني، “صوت حقانية” الحزب، المناضل الذي لا يكل، و “الرأسمال المعنوي” للعمال ولشغيلة بلادنا، بتعازيه لعائلته ولكل أعضاء وأنصار الحزب وكل المناضلين من أجل الطبقة العاملة والكادحين بأحر التعازي. إن ذكراه عزيزة وستبقى على الدوام!