اخر الاخبار

الكل يتحدث عن مطالب انتفاضة تشرين وأثرها في الشارع العراقي وكيف أنها استطاعت ان تؤسس لثقافة جديدة ولمستقبل واعد، بفعل حركة الجيل الجديد، وبناء المجتمع وفقا لتوجهات جديدة تم بناؤها في مرحلة ما بعد النظام الدكتاتوري الشمولي الذي حكم الوطن لما يقرب من أربعة عقود عجاف ذاق الشعب والوطن أمر العذابات والأساليب البربرية والطغيان بقيادة حزب واحد وطاغية واحد، لا بل عائلة واحدة.

وجاء التغيير في 2003 بعد انتظار طويل وصعب وقاس، وكان الأمل كبيراً بما حدث، ولكن التغيير حصل بالحرب والاحتلال وكنا نعرف أن الثمن باهض لهذا الاحتلال، وجاء المحتل يحمل أجندته المحملة بحسابات كبيرة، حيث نشر وساهم بزراعة الطائفية والعرقية والإثنية والعشائرية والمناطقية، وغابت عن الجماهير الهوية الوطنية العراقية لتجد العراقيين كل يدعو لعشيرته ولقوميته ومذهبه ودينه ومحافظته، وحصل التشرذم والتشتت والضياع.

لكن ثوار تشرين بيقظتهم عرفوا لعبة السياسة (القذرة) وليس السياسة (الشريفة) والوطنية، فخرجوا وقدموا مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعوقين، وما زالوا يقدمون في كل ساحات العز والشرف، وخاصة في محافظاتنا العزيزة الناصرية والبصرة وواسط وغيرها، حيث تقدم الجماهير صورة بطولية فذة ورجولة ما بعدها رجولة فاقت التصور، لجماهير تتراقص أمام الرصاص الحي، فهؤلاء أبناء ذي قار يهتفون بوجه (عصابات) القتل والترويع (ذي قار ابنج عايف روحه) وكانت مطالبهم تؤكد على الحرب على الفاسدين واسقاطهم، وانتخابات نزيهة، وكشف قتلة المتظاهرين، ولا سلاح بيد المليشيات، بل حصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى مطالب أخرى..

وهنا نصل إلى بيت القصيد الذي هو أجراء الانتخابات في تشرين الأول من هذا العام، وكيف تجري الانتخابات؟

السلاح والتهديد لا يسمح بانتخابات حرة

ثوار تشرين حققوا انتصارا بإجراء انتخابات مبكرة لأنهم يرون أن إجراءها يعني التغيير المتوقع في أعلى سلطة تشريعية وإن تحقق ذلك فسيخدم الشعب والعملية السياسية لأنه من الممكن أن يؤدي ذلك إلى صعود وجوه شابة جديدة مؤمنة بالتغيير، إضافة إلى تغيير في الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة وانتهاء عمليات التزوير، لكن الوعود التي أطلقها رئيس الوزراء الكاظمي ما زالت بعيدة المنال ولم يتحقق منها شيء، وهنا نركز على السلاح المنفلت والتهديد به والاستقواء على من لا سلاح له.

واليوم نجد أن البعض ممن يحمل سلاحاً ويهدد به وقد يستخدمه في ساعات قادمة ويلوح به في ساعات (الشدة)، وهنا نجد أن الانتخابات تعني اختيار من تؤمن به الجماهير صالحاً لخدمتها وترفض المتسلطين والفاسدين. أما وجود هذه المليشيات المسلحة فيعني غياب حرية الاختيار وأنصار الساعين لإحداث تغييرات جذرية في مؤسسة الدولة العراقية. وكذلك نجد أن البعض يدعو إلى رفض الرقابة الدولية والإشراف الاممي ويعتبرها تدخلا بالعملية الانتخابية، بينما الكثير من بلدان العالم تجدها فرصة لتأكيد نزاهة انتخاباتها.

لا مشاركة في الانتخابات تحت التهديد

الكثير من الشخصيات الوطنية والمشاركون في انتفاضة تشرين أكدوا على أن المشاركة في الانتخابات هي فرصة ذهبية لإصلاح الحال، لكنهم أكدوا رفضهم للمشاركة والتصويت تحت التهديد، لأن هذه الفرصة ستذهب كما ذهبت الفرص السابقة.

على هذا الأساس نجد أن على رئيس الوزراء الكاظمي أن يكون جاداً في نزع السلاح من حامليه بشكل غير قانوني لأن السلاح يجب أن يحصر بيد الدولة، فالتجربة الجديدة ستذهب كسابقاتها إذا بقي السلاح منفلتاً لا تحكمه القوانين والأنظمة، وبهذا ستكون الدولة في مهب الريح.

إن توافر الشروط والضوابط لانتخابات نزيهة وعادلة تعكس بأمانة وعدالة الرأي الحر للناخب، وهنا لا بد ان ندعو لتوفر مستلزمات عدة منها:

- توفر منظومة انتخابية عادلة تضمن النزاهة والاستقلالية.

- توفر قانون ونظام انتخابي عادل ومفوضية مستقلة.

- ضمان إشراف وطني ودولي أممي على الانتخابات.

- وضع ضوابط وآليات لمنع التزوير.

- التطبيق الجاد لقانون الأحزاب وحظر مشاركة الأحزاب التي لديها أذرع مسلحة.

هذه الشروط والضوابط تضمن نزاهة الانتخابات وعدالتها.

عرض مقالات: