في أحد صباحات حزيران ١٩٤١ وفي الساعة الخامسة فجراً اشتبك الفريقان في معركة دامية انتهت عند الظهر، بانتصار فلاحي الانتفاضة من عشيرتي الباوية وألبو علي، عند "تل الهيز الأثري " والتي أخذت المعركة اسمها منهُ. وفي هذه الأثناء وصلت القوات الحكومية الكبيرة وبكامل معداتها وأسلحتها، فقد أمر مدير شرطة اللواء قواتهِ وأتباعها بضرب الفلاحين (وكأن قوات الشرطة جاءت لتضرب الفلاحين نيابة عن الإقطاعيين في المنطقة تحت مظلة ""الحفاظ على أمن البلاد")، ومن الجدير بالذكر أن كانت ناحية آل بدير من المناطق التي قد دقت جرس البدء في العصيان المسلح عند بدء انتفاضة النصيفة في الديوانية، على يد المناضل الفلاحي "فضيل صفر آل غضبان" ورفاقهِ من بقية فلاحي آل بدير في نهاية عام ١٩٥٧ وبداية عام ١٩٥٨. وقد كان من قادة النضال الفلاحي البواسل وهو شخصية فلاحية متمرسة بالنضال ضد الإقطاع ورموزهِ.
ومع نسائم فجر يوم تموزي زاهر هو يوم ١٤تموز عام١٩٥٨، فجر الجيش العراقي الباسل بمشاركة جماهيرية واسعة جداً ثورتهِ المجيدة وكان إعلان قانون الإصلاح الزراعي رقم ٣٠ لسنة ١٩٥٨ أقوى ضربة عنيفة وجهتها ثورة ١٤تموز المجيدة على الفور ضد سلطة الإقطاع وهيبتهِ، وأقوى مشجع وحافز لمد الثورة نفسها. وطافت في أرجاء الوطن العزيز من شمالهِ إلى جنوبهِ جموع الشعب الهادرة المزمجرة وهي ترقص فرحانة جذلانة بذلك اليوم التاريخي، وتقوم الجماهير الفلاحية المظلومة بتظاهرات صاخبة في أرجاء محافظة الديوانية ومنها مظاهرة في ناحية آل بدير تحمل على اكتافها تابوتاً فيه جذع نخلة مكفناً داخل التابوت متجهة صوب دار الإقطاعي عبد الأمير الحاج شعلان شهد معلنة موت الإقطاع، وكان يتقدم التظاهرة الآتي بيانهم.
1- فضيل صفر آل غضبان القائد الفلاحي والمناضل الشيوعي في ناحية آل بدير وأحد قادة انتفاضة النصيفة في الديوانية وهومن عشيرة العمور البديرية.
٢- الشيخ صالح عسكر من عشيرة الكرد -وهو شيخ معمم -يتقدم النعش.
٣- عبد لايذ من عشيرة العمور البديرية.
٤- ربيط كشيش من عشيرة الهلالية البديرية.
٥- عودة آل شيحان من عشيرة آل حفاظ مع الفراحنة وهو شاعر ومهوال التظاهرة.
وانتهت التظاهرة عند مضيف عبد الأمير الحاج شعلان الشهد.
مجداً لانتفاضة فلاحي آل بدير وألف تحية لأبطالها ورحم الله من توفي والعمر المديد لمن بقي على قيد الحياة. إن ملحمة الهيز ستبقى خالدة في ذاكرة فلاحي الديوانية خاصة والحركة الفلاحية في العراق عامة.