عندما انطلقت شرارة انتفاضة تشرين الأول من عام 2019، فإنَّها لم تكن وليدة لحظة قيامها؛ بل جاءت نتيجة تراكم الغضب الجماهيري على نظام المحاصصة الطائفية والإثنية البغيض، الذي جاء به المُحتلّ الأمريكي، وتمادي الأحزاب الحاكمة في نهب الثروات، وإشاعة الجهل والخراب، والاقتتال الطائفي، وتغلغل النفوذ الأجنبي في كل مفاصل الدولة، فكانت الحلقة التالية في سلسلة الانتفاضات والاحتجاجات التي سبقتها، في الشوارع والساحات، حتى داخل قبة البرلمان.
لقد هزَّت الانتفاضة كيان كلّ العراقيين الشرفاء، داخل الوطن وخارجه، وهبَّ في صفوفها الشباب من كلا الجنسين، يساندهم كبار السنّ، والأطفال، طلاباً، عمالاً، فلاحين، وكسبة، وموظفين، بكلِّ ما لديهم من إمكانات، وقد تحدّوا قنَّاصة "الطرف الثالث"، وقدموا الشهداء والجرحى والمُغيَّبين، وأسقطت الانتفاضة حكومة عادل عبد المهدي، لأول مرة في تاريخ العراق الحديث؛ فكان لأهلنا الأصلاء في كندا نصيب من هذا الدعم، وقد اهتزّت ضمائرهم، وكان الدم فيهم يغلي في العروق؛ فتناخوا لنصرة الثوار على أرض الوطن العزيز، ووُجّهت الدعوة للناشطين البارزين، والجمعيات الفاعلة، لعقد اجتماع طارئ تمخَّض عن تشكيل مجموعة (ناشطون عراقيون في كندا)، ضمَّت المنظمات التالية:
(تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا، الشيوعيون العراقيون في كندا، رابطة الأنصار الشيوعيين فرع كندا وتوابعها، المركز العراقي الكندي لحقوق الإنسان، الحركة الديمقراطية الآشورية، الجمعية المندائية الكندية، رابطة الفنانين والأدباء العراقيين في كندا، ملتقى العراق في مونتريال، المسرح العربي الكندي، الجمعية الآشورية الخيرية، جمعية (مار أوراها الكلدانية)، منظمة (اعتمد علينا الإنسانية).
الأعضاء البارزون في المجموعة:
(نوال يوسف، ماجدة الجبوري، بثينة رهيف، أميرة شموئيل ، أمل حبيب، نداوي سعد، باسل نجم، سهاد بابان، فلاح حافظ، سعد كاظم، إبراهيم برخو، علي فارس، كريم شعلان، فادي آدمز، علي خلف، مديح الصادق).
لقد ساهمت المجموعة، وبناء على ما توفر لديها من إمكانات، بتقديم الدعم المعنوي والمادي لثوار الانتفاضة، وفيما يلي أهم تلك الفعاليات:
- إقامة التجمعات الجماهيرية في المدن الكندية، تورونتو، ومونتريال، وأوتاوا، ولندن أونتاريو، ووندزر، ومدن أخرى، انضم إليها جمهور واسع من الجالية العراقية والعربية والجاليات المساندة الأخرى على الساحة الكندية، وقد رفعت فيها شعارات وألقيت كلمات تساند الانتفاضة، وتشجب ما تتعرض له من عنف وتشويه.
التغطية الإعلامية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع المجموعة على الفيس بوك، والصحف، ومنها طريق الشعب.
- جمع التبرعات النقدية وإيصالها للموثوق بهم من لجان التنسيق في بغداد.
إيصال حقائق ما يجري في العراق من جرائم طالت المنتفضين من قبل أجهزة السلطة وميليشيات الأحزاب الحاكمة؛ للمنظمات العالمية.
إيصال رسالة مباشرة لرئيس الوزراء الكندي تضمنت تفاصيل ما يتعرض له المطالبون بأبسط حقوق الإنسان في العراق، وطلباً من الحكومة الكندية لاتخاذ موقف مساند لهم.
- تمت استضافة السفير الكندي في بغداد والتباحث معه حول موقف الحكومة الكندية من دعم الانتفاضة من خلال إسعاف المصابين وعلاجهم.
- إرسال وفد إلى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك بأمريكا لإيصال رسالة مفصلة عمّا يواجه المنتفضين، ومقابلة السفير الكندي لدى الأمم المتحدة، وإجراء لقاء صحفي في مبنى الأمم المتحدة.
- إقامة الأمسيات والندوات الحوارية على أرض الواقع، واستضافة الناشطين من الوطن على موقع الزووم.
- إدامة الصلة بالداخل العراقي والتفاعل مع كل الأحداث التي تجري هناك، وإصدار البيانات والحملات التي تناسب كل حالة.
- سافر بعض أعضاء المجموعة وشاركوا في ساحات الاحتجاج في بغداد وبعض المحافظات العراقية.
- المجموعة مستمرة في متابعة ما يجري في العراق من أحداث، ورصد كل الخروقات الأمنية والاقتصادية، وتسليط الأضواء على الواقع التربوي التعليمي، والصحي، وحالات الفساد المالي والإداري، ودعم الاحتجاجات التي ينظمها الخريجون والعاطلون عن العمل، أو المطالبون بتحسين الخدمات، وتنظيم حملة إعلامية لرفض مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية بكل الوسائل المتاحة.
الانتفاضة مستمرة، رغم أنوف الفاسدين والمرتشين والفاشلين.