أقامت جريدة طريق الشعب مهرجانها الربيعي التاسع للصحافة، بمشاركة عديد من الصحف المحلية والمؤسسات الإعلامية المنوعة، وشهد المهرجان حضورا غفيرا من المواطنين، كذلك حضور مميز من الأدباء والصحفيين والفنانين، وقد شاركت في المهرجان جريدتنا الغراء التأخي، وعرضت نماذج من أرشيفها الذي امتد لعقود خلت، ساهم في استقطاب واسع لمحبيها وقرائها، هذا ما أوقد ذاكرة الذين عاشوا مجدها ومواقفها الأصيلة.
تنوعت فعاليات المهرجان، بين إقامة الندوات الفكرية والإعلامية والاجتماعية والفنية، وكان للتآخي حضور للندوة الفكرية التي شارك فيها الاستاذ رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وقد أجاب عن سؤال مدير الندوة، حول أسباب إصرار الائتلاف الشيعي على اقرار التعديلات على قانون الاحوال الشخصية رقم ٨٨ لعام ١٩٥٩، رغم اعتراضات القوى المدنية الواسعة، قائلا: أستطيع القول إن هذا الإصرار ما هو إلا محاولة ثأرية من القانون ٨٨ الذي أتت به ثورة تموز المجيدة عام ١٩٥٨، وأضاف فهمي: المنظومة الحاكمة تمتلك العديد من السلطات، المالية، الإعلامية، السياسية، السلاح، وما ينقصهم سوى نوع من المشروعية، فهم يدركون جيدا، أنهم لا يمثلون عامة الشعب تحت نسبة عزوف ٨٠ بالمائة في الانتخابات الاخيرة، ما يعني ان نسبة المصوتين للائتلاف الشيعي ليس اكثر من ١٠بالمائة، وهذا معناه ان كل تلك السلطات والصلاحيات التي ذكرناها بلا قاعدة جماهيرية، فهم يحتاجون لهيمنة ثقافية، وفي اعتقادهم أن هذا التعديل يلبي حاجة الشيعة، كي يستولوا على عقول الناس، لافتاً أن الصراع أوسع من موضوع سن الزواج والحضانة وغيرها، في ذات الوقت ولأجل تخفيف ضغط الرفض الجماهيري، فهم مستعدون لتقديم تنازلات حول فقرات وسنن قانونهم، لأجل التصويت عليه على أنه قانون للشيعة.
وزار سكرتير الحزب الشيوعي رائد فهمي جناح التآخي يرافقه عدد من كوادر الحزب الشيوعي العراقي، وأعربوا عن إعجابهم بمعرض أرشيفها العريق.
وحول المشتركات الوطنية بين الحزبين، الديمقراطي الكوردستاني والشيوعي العراقي أجاب فهمي قائلا: بسرور بالغ زرنا جناح صحيفة التآخي الغراء ، وهي الصحيفة التي تربطنا بها علاقات وثيقة، قائمة على مشتركات وطنية وديمقراطية في الدفاع عن الحقوق القومية للشعب الكوردي وسائر أطياف شعبنا العراقي، وفي هذه المناسبة نود ان نشيد بدورها في نشر الفكر والثقافة الوطنية والمدنية، ومبادئ العدالة والأخوة واحترام الدستور وتنوع المجتمع العراقي، كما وتعكس العلاقات التاريخية والنضالية التي تربط الحزب الديمقراطي الكوردستاني بحركة التحرر الوطني، وبشكل خاص العلاقات الثنائية مع حزبنا الشيوعي، موضحا أن الحزبين قد خاضا سويةً معارك وطنية دفاعا عن حقوق الشعب العراقي والحقوق القومية للشعب الكوردي.
وعن أهمية مهرجان طريق الشعب على الصحافة العراقية أجاب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي حسين النجار قائلا: أهمية مهرجان طريق الشعب تكمن في استمراريته، وما يوفره من أجواء ثقافية وإبداعية وصحفية وسياسية، وهي تجربة ليست جديدة، انما هناك نسخ من فعاليات ومهرجانات للصحافة الشيوعية في مختلف دول أوربا، ومنها مهرجان اللومانتيه الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الفرنسي. وأضاف النجار: نريد من هذا المهرجان ان يتحول لكرنفال سنوي تجتمع فيه مختلف القوى الاجتماعية والثقافية التي لديها أهداف جريدة طريق الشعب في الدفاع عن المواطنة وحقوق الإنسان والدولة المدنية، لافتا أن المهرجان ليس للشيوعيين وحدهم، إنما لسائر القوى المدنية والديمقراطية التي تطالب بعراق آمن ومستقر، ومنها الصحافة الوطنية التي هدفها تنمية وعي المجتمع العراقي.
وعن دور جريدة التآخي في الحركة الوطنية العراقية أجاب ياسر السالم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي قائلا:
التآخي صحيفة وطنية ناطقة بلسان عموم الشعب العراقي، وبالأخص شعبنا الكوردي، وبهذا المعنى انها صحيفة مناضلة، منذ تأسيسها في عام ١٩٦٧، فقد واكبت مراحل غاية في الاهمية من تاريخ العراق الحديث، ومن يطلع على أرشيف الجريدة سيكتشف الكثير من الوقائع والأحداث التي جرت في العراق لأكثر من خمسة عقود، وهي أيضا تعبر عن حزب تاريخي ديمقراطي، مدافع أصيل عن حقوق وثوابت أبناء شعبنا العراقي بشكل عامّ وشعبنا الكوردي بشكل خاص، وبالتالي لها مكانتها في الصحافة المحلية، مكانة راسخة وثابتة.
وأضاف السالم: بالنسبة لنا تعد مشاركة التآخي في مهرجان طريق الشعب، ذات أهمية بالغة، ارتباطا بالنضال المشترك ما بين الحزبين، الشيوعي والديمقراطي الكوردستاني، فهو نضال مخضب بالتضحيات والدماء الزكية، وهذا النضال مستمرّ ليومنا هذا، نأمل ان يفضي إلى تحقيق بناء الدولة المدنية الاتحادية، كي يتمتع أبناء شعبنا العراقي بكافة حقوقهم بما فيها حق تقرير المصير لشعبنا الكوردي.
وكان بين زوار جناح التآخي الدكتور علي الرفيعي/ رئيس تحالف المدني الديمقراطي، وقد أعطى انطباعا عن معرض أرشيف التآخي قائلا: ليس غريبا على التآخي ما نشرته منذ بداية صدورها قبل سبعينيات القرن الماضي، فالمواضيع التي تناولتها لسان الخط الوطني الديمقراطي المؤثر في الساحة السياسية التي شهدت لحد ما نوعا من الصحف التي تعبر عن قضايا الشعب الداخلية والخارجية، وصحيفة التآخي دعت السلطات على مر العهود لتعزيز الحياة الديمقراطية والابتعاد عن تكميم الافواه، والكف عن ملاحقة الوطنيين.
وختم الرفيعي حديثه، بتهنئة الحزب الديمقراطي الكردستاني بمناسبة فوزه بانتخابات المجلس التشريعي لبرلمان كردستان.