بغداد – طريق الشعب
قالت الرفيقة دنيا رامز ام كفاح، زوجة الشهيد وضاح عبد الأمير (سعدون) انها لم تخسر الرفيق سعدون كزوج لها فحسب، بل هي خسرته صديقاً ومعلماً ورفيقاً وزوجاً.
يأتي ذلك، ضمن مقابلة للرفيقة مع “طريق الشعب” ضمن الفيلم الوثائقي الذي أعدته في مناسبة الذكرى العشرين لاستشهاد الرفيق أبو كفاح، والذي سوف ينشر على منصاتها وموقعها في وقت لاحق.
وقالت رامز: ولولا وجود كفاح لكان الأمر صعبا جداً لكن كفاح عوضني عن فقدان سعدون، كونه يحمل الكثير من صفات والده في هدوئه وكلامه وحبه للشعر والموسيقي والقراءة كما يحب تعلم اللغات.
وعن كيفية تعرف الرفيقة دنيا على الرفيق سعدون، تسرد لـ “طريق الشعب” كيفية ذلك بالقول: تعرفت على الرفيق سعدون باعتبار أن منزلنا بيت حزبي ويجتمع الرفاق مع والدي هناك وحين يصل الرفاق من الداخل ينزلون في بيتنا أولاً ويبقون فترة مع الوالد للحديث عن الأمور الحزبية ويعرفهم على الوضع في المنطقة وبعدها يصعدون إلى الجبال. ومن خلال ذلك تعرفت على الرفيق سعدون، وكنت أنا في عمر الطفولة حينها.
وتابعت: لاحقاً ظل يتردد على الوالد وبوقتها كان يأتي في أوقات الليل بسبب مراقبة أجهزة أمن النظام المقبور. وكنت أنتظر هذا المقدم للجلوس معهم لسماع الأحاديث التي تدور بينهم ومن خلال ذلك تعرفت عليه بصورة أكبر.
وتضيف الرفيقة أم كفاح، “بعد ذلك سافر الرفيق والتقيت به بعد فترة طويلة مرة أخرى، وفي هذه الفترة كنت أنا عضواً في الحزب وصار الرفيق سعدون مسؤولي، حين ذلك كنا نتواصل ونتبلغ بالتوجيهات الحزبية، وإذا كان هناك نشاط يأتي الينا ليلاً لتوجيهنا على العمل، ثم تطورت علاقتنا وتكللت بزواجنا.
بعد ذلك استمر بيتنا بكونه بيتا حزبيا وهو بيت الرفاق، وحين لا يوجد نشاط حزبي لدينا تكون العلاقة اعتيادية كأسرة مجتمعة في المنزل. وبقينا لفترة طويلة في شقلاوة بسبب نشاطه هناك.
وعن مرحلة انتقاله إلى بغداد، بعد سقوط النظام السابق، تقول الرفيقة دنيا: وصل الرفيق سعدون بعد الاحتلال إلى بغداد قبلنا، مع عدد من الرفاق لبناء التنظيم وفتح المقرات، ثم أتينا إلى بغداد تقريباً بعد أربعة إلى خمسة شهور، وسكنا مع رفاق آخرين في أحد بيوتات الحزب.
وكان في هذه الفترة مشغولا جدا مع الرفاق في بناء التنظيم الحزبي، فكان يخرج مبكراً ويعود في وقت متأخر جداً، وفي أحيان معينة لم نكن نراه في المنزل ولا نعلم بوقت خروجه وعودته. وتتابع، كنت في أحيان معينة أذهب إلى المقر لرؤيته لأنني لا أراه لأيام معدودة، وكان هذا صعب جداً علي وعلى ابني كفاح الذي كان عمرة أربع سنوات، حيث كنت في البيت ويصعب علي الخروج وعدم الحديث مع الآخرين كي لا يعرف أحد من نحن.
وتختتم الرفيقة حديثها لـ “طريق الشعب” عن الرفيق الشهيد سعدون وتصفه بانه “انسان هادئ ومع هدوئه يتحدث ويمزح ويوجه وبالأصل هو من قام بتربيتي وأنا صغيرة، وظل مثل المعلم لي في البيت لكن العلاقة بيننا كانت جميلة، وهو مثقف يحب الموسيقى والشعر والقراءة ويحب أجواء البيت كثيراً” وتضيف، “إبني كفاح فيه أكثر من 90 في المائة من الرفيق سعدون وهو من عوضني بعد فقدانه”.