اخر الاخبار

في الأسبوع الماضي دُعيت إلى مدينة فيكخو للمساهمة في نشاطات أسبوع الكاتبة والنسوية وعالمة البيئة السويدية إلين فاغنر. كنت قبل ذاك قد تلقيت نداء استغاثة من صديق قديم يقول لي فيه "على ماذا يجب أن نصوت نحن الذين ندرك بأن السلام لا يتحقق بالحرب؟ شاهدت قبل أيام برنامجاً تلفزيونياً لم يكن هناك فيه حزب سياسي واحد ينتقد سباق التسلح الجاري"!

لقد واجه صعوبة في النوم بعد البرنامج. كان يفكر في أولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده. أنهم سيضطرون إلى النشأة مع بالغين لا يفهمون بأننا كلما تسلحنا أكثر، كلما اقتربنا من حرب شاملة. من منا لا يفهم أنه كلما زادت القواعد الأجنبية التي نقدمها، أصبحنا أكثر عرضة للخطر. من منا لا يفهم أنه كلما استثمرنا أكثر في الصناعة العسكرية والأسلحة، كلما قل ما يتبقى لنا للرعاية الاجتماعية. من منا لا يريد أن يدرك أن الحرب تدمر المناخ والبيئة وتهدد أرضنا وموائلنا. هل يجب علينا أن نقبل أن جميع المسؤولين المنتخبين لدينا أصبحوا عراكين هستيريين؟

في كتابها "المنبه" الصادر سنة 1941، انتقدت إيلين فاغنر، الحضارة بأكملها لأنها كانت على أهبة الاستعداد للحرب، وقالت إن "العسكرة والقوة الذكورية تتصارعان معًا في حضارة مدمرة تسحق الثقافات القديمة وتتسبب في معاناة الخليقة كلها، الحيوانات والنباتات والبشر". وقبلها في 1935، حشّدت النساء في تجمع غير مسلح ضد الحرب، وكتبت تقول "ليس كافياً أن نطالب الرجال بإلقاء أسلحتهم. بل يتعين علينا أن نقنعهم بقوة بأننا سنرفض في أي حال من الأحوال الحماية التي يريدون تقديمها لنا. نحن لا نؤمن بالأسلحة الوقائية، أو أقنعة الغاز أو الأقبية! كان عنوان النداء "إسقاط البنادق"، وسافر وفد من النساء إلى جنيف لتقديمه إلى الأمم المتحدة، حيث لم يحقق للأسف نجاحاً.

فماذا نفعل اليوم عندما تصل العسكرة إلى مستويات هستيرية؟ علينا أن نذّكر أنفسنا أنه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تم التوصل بالفعل إلى اتفاقيات كبرى بشأن نزع السلاح. وهذا يدل على أنه من الممكن أن يكون هناك تركيز مختلف عن مجرد أسلحة أكثر حدة. خلال تسعينيات القرن العشرين، انخفضت الميزانيات العسكرية في العالم، وتم التخلص من كميات كبيرة من الأسلحة النووية والصواريخ متوسطة المدى والأسلحة الكيميائية. نزع السلاح لم يكن كلمة بذيئة. ولم تكن كلمة السلام مرادفة لكلمة جبان. وكان هناك تفاهم واسع النطاق على أن النزاعات ينبغي حلها بالوسائل السلمية. كانت الدبلوماسية ذات قيمة عالية. كانت أسهم صناعة الأسلحة مقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية في العديد من الأماكن.

نحن نحتاج إلى العودة لذلك. إن البشر والكوكب بأكمله يطالب بذلك. يجب استبدال اقتصاد الحرب باقتصاد الرعاية الاجتماعية. إننا بحاجة لثورة غير مسلحة ضد الحرب! علينا أن نبدأ بالتفكير في الأشكال الآن. فمتى؟ إن لم يكن الآن. وأين؟ إن لم يكن هنا. ومن ؟ إن لم نكن نحن، كما قال الموسيقي السويدي ميكائيل ويّهي في أغنيته الشهيرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ناشطة نسوية وبيئية والرئيس الأسبق لحزب اليسار السويدي

عرض مقالات: