اخر الاخبار

يقول الرئيس الباكستاني  الراحل ضياء الحق ( من يتعامل مع أمريكا كالذي يتعامل مع الفحم، لا يناله إلا سواد الوجه واليدين )، وسبق أن قال الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، ( المتغطي بالأمريكان عريان )، وربما الكثير من الحكام العرب والأجانب الذين  كانت لهم ومازالت علاقات مع الولايات الامريكية يعرفون ذلك، أي أن الولايات المتحدة لا أمان للعلاقة معها و بالتالي فهي تتخلى عمن تسميهم حلفاء، لأي سبب تستنتج أن لا فأئده من دفاعها عن حلفاء الأمس، وهي  في ذلك كما قال ساستها ومنهم وزير الخارجية الأسبق كيسنجر عندما قال لأحدهم، ممن كان معتمدا على الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا، إن أمريكا  ليس لديها  صديق دائم ولا عدو دائم، بل هناك مصلحة دائمة ويعبّر ذلك عن نهج براغماتي واقعي في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تُبنى التحالفات والعداوات على أساس المصلحة القومية لا الولاء الدائم، وفي هذا السياق، هناك عدة أمثلة لدول كانت حليفة للولايات المتحدة، ثم شعرت بأنها تُركت لمصيرها وبالتالي تخلّت عنها واشنطن عندما تغيّرت المصلحة، وما حصل لفيتنام الجنوبية عام 1973 عندما سحبت  الولايات المتحدة قواتها وتركت الحكومة الفيتنامية تواجه مصيرها، وذلك تحت ضغط الأبطال الفيتناميين الشماليين وتوحدت فيتنام الشمالية والجنوبية تحت مسمى واحد هو دولة فيتنام القائمة اليوم، حيث لقن الفيتناميون أمريكا درسا لن ينسى وتتذكره الإدارات المتتابعة دوما، و تخلت عن الشاه عام 1979 إثر قيام الثورة الاسلامية في إيران، وكان الشاه يعد حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة الامريكية، وتخلت عن دعم الرئيس الباكستاني ضياء الحق بعد انسحاب القوات السوفيتية من افغانستان عام 1988، حيث فقد الرئيس الباكستاني أهميته الاستراتيجية والذي كان يدعم الجماعات المسلحة ضد الجيش السوفيتي في افغانستان،  وتخلت عن دعم الرئيس المصري حسني مبارك عام 2011 رغم تحالفه الطويل معها،  كما سحبت قواتها من أفغانستان باتفاق الدوحة في 29 شباط عام 2020، مما سهل عودة طالبان إلى السلطة،  وتخلت عن دعم  حركات انفصالية طالما استخدمت هذه الحركات ضد حكومات دولها في مختلف المناطق من العالم، ويعبر هذا السلوك  عن نهج براغماتي واقعي في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تُبنى التحالفات والعداوات على أساس المصلحة القومية لا الولاء الدائم، ومازالت الولايات المتحدة تسير على هذا النهج، وبالتالي لا غطاء لمن يتخذون منها  حليفا يتفادون  مقاومة ارادة شعوبهم، ولن ينالوا سوى سواد الوجه أمام شعوبهم، فهل يمكن الاستفادة من هذه الدروس، والتوجه نحو كسب الشعب من خلال تسخير الموارد الوطنية في بناء اقتصاديات قوية، يمكن من خلالها رفع المستوى المعاشي والتعليمي وتحقيق الامن والاستقرار  والنهوض بالمجتمع ثقافيا واجتماعيا.