تنشغل منظمات الحزب القاعدية منها والقيادية بعمل دؤوب استحضارا لاستحقاق انعقاد المؤتمر الحادي عشر لحزب الطبقة العاملة والفلاحين وباقي فئات المجتمع التي تسعى لبناء وطن خالي من الاستغلال والاضطهاد والتهميش.
ينعقد مؤتمر حزبنا في ظل ظروف غاية في التعقيد والتأزم في الوضع السياسي والامني التي تتعرض لها بلادنا بعد ان أفرزت النتائج الاولية للانتخابات الخسائر الفادحة للكتل والكيانات التي كانت مهيمنة على اللوحة السياسية في البلاد والتي عاقبها الشعب بمقاطعته لتلك الانتخابات التي جاءت مخيبة لأمالهم واحلامهم التي أسسوا عليها بتشريعهم قانون الانتخابات المناطقي الذي ظفر به التيار الصدري نتيجة هيمنته على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
ان الصراع الدائر بين قوى الإطار التنسيقي وما يقابلها من القوى الفائزة في الانتخابات قد يفضي الى صراع مسلح يدفع الشعب والناس الأبرياء ثمنه نتيجة عدم القبول بنتائج الانتخابات والسعي لجر البلاد للدخول في نفق مظلم بدوافع اقليمية معروفة.
كما أن التعرض لمنزل رئيس الوزراء والاعتداء عليه بالطائرات المسيرة ماهي الى اولى تلك الخطوات لجر القوى الفائزة للمواجهة عسكريا وخلق الفوضى بحرب أهلية مدمرة لانهاء النظام الديمقراطي في البلاد .
لقد أدان حزبنا الاعمال الاجرامية التي تعرض لها السيد رئيس الوزراء ممثل رأس الهرم في الدولة العراقية ومحط هيبتها التي أهينت بفعل تهور جبان لقوى لا تريد للبلاد من الخروج من النظام المحاصصي سيء الصيت وقد وجه الحزب الدعوة لكل القوى والاحزاب والتيارات لتجاوز الازمة بالبحث وايجاد الحلول للازمة بوضع مصالح البلاد فوق كل الاعتبارات والقبول بمخرجات العملية الانتخابية ونتائجها التي جرت في 10 / 10 والابتعاد عن لغة السلاح والتسليم ان الاوضاع لم تحتمل الكثير من الصراع الذي لا يفضي سوى الى الدمار والقبول بالتهدئة والجلوس الى طاولة الحوار وحل جميع القضايا بحرص وطني صادق .
هكذا كان موقف الحزب المبدئي من الاحداث الجارية بحقن دماء الشعب ومحاولة أيجاد البدائل للمتنافسين في صراعهم على السلطة. ان حزبنا وهو يتهيأ لأعداد وثائقه التي ستناقش في مؤتمره العام يهيب بكل المواطنين اغناء تلك الوثائق التي نشرتها جريدة الحزب ( طريق الشعب ) والسعي لتقديم الآراء والملاحظات وبروح الحرص على نهج سياسة الحزب في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادنا وسوف يتعامل الحزب مع تلك الآراء والملاحظات بكل جدية واعتزاز بروحية النقد البناء والحريص فعلا على تقويم سياسة الحزب والاخذ بها بعد دراستها .
أن منظمات الحزب تعمل بمثابرة بدراسة مسودات الوثائق وتقدم ملاحظاتها القيمة حولها لرفدها الى اللجان المختصة على أعدادها للأخذ بها ويتحصن المندوبين بكل ملاحظات منظماتهم التي سيحملوها معهم في حضرة المؤتمر لمناقشتها بكل حرص وهم يرسمون نهج وسياسة حزبهم المجيد لأربع سنوات قادمة واضعين امام أعينهم دماء شهداء الحزب وتاريخه المجيد بالعمل والمثابرة لأعلاء راية حزب فهد وسلام عادل وجمال الحيدري وعايدة ياسين وسعدون وكواكب الشهداء الاماجد منذ التأسيس لغاية اليوم بكل ثقة وأمل وانتصار...