اخر الاخبار

مع إقتراب الذكرى الثالثة لقيام إنتفاضة تشرين الباسلة، وإنطلاق نداءات شبيبة بلادنا وكل قواها الخيّرة لإحياء هذه المناسبة، وإستلهام دروسها في تشديد الكفاح ضد نظام المحاصصة والفساد المأزوم، ومن أجل تحقيق التغيير الشامل، الذي يقيم دولة مدنية ديمقراطية تضمن العدالة الاجتماعية، يتصاعد نعيق المتثاقفين، الذين تُصرف لهم العطايا من السحت الحرام، ليدافعوا عن أسيادهم من الطغاة واللصوص، وليشوهوا صورة الإنتفاضة وأبنائها البررة، بمختلف الأكاذيب، كالخروج عن المّلة وتجاوز القيم العراقية الأصيلة والعمل لتنفيذ أجندات خارجية، وأخيراً السعي لإثارة الفتنة وضرب السلم المجتمعي.

ورغم كل ما يتيسر لهؤلاء من إمكانيات، فإن صوت الفقراء والمسحوقين من التشرينيين، يبقى شامخاً ومقنعاً للعراقيين، الذين باتوا، وبعد عقدين من سقوط الدكتاتورية، يعرفون تماماً من يشكل خطراً حقيقياً على السلم المجتمعي ومستقبل البلاد، ومن هم أبواق الفتنة، الذين دأبوا على تأليب الناس ضد بعضهم، ومن خرج عن القيم العراقية حين سرق المليارات من ثرواتهم، وأوصل أحد عشر مليوناً منهم الى ما دون مستوى الفقر، و حرم أولادهم من التعليم المجاني وإستبدله بعشرات المؤسسات التعليمية الفاشلة، وحّول مستشفياتهم الى مسالخ بشرية وسرق الأموال المخصصة لتطبيبهم وتوفير الأدوية لهم، وفرط بحقوق البلاد المائية ودمر زراعتها الوطنية، و أبقى مصانعها خرائب، وأغرق أسواقها بالسلع الرديئة المستوردة، لتتسرب بسببها ثروة البلاد لجيوبه وجيوب أسياده، وأوقع عشرات الملايين في ظلام الأمية الأبجدية والحضارية، وسلب حقوق النساء ووقف صامتاً أو متواطئاً مع العنف الأسري.

نعم، يدرك العراقيون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، من هي أبواق الفتنة، التي وزعت المصائب على رؤوسهم جميعاً، وفي كل زوايا حياتهم، وأضعفت هيبة الدولة، ومزقت الهوية الوطنية الجامعة وأبدلتها بما أسمته بالمكونات، ونشرت السلاح المنفلت وشجعت أو تواطأت مع المليشيات والعصابات والمافيات، في وقت هربت فيه أمام زمرة من الإرهابيين ومكّنتهم من السيطرة على ثلث مساحة البلاد، ليدفع العراقيون بسببها أنهاراً من الدماء والتضحيات، لتحرير الارض والناس، والقضاء على الإرهاب الأسود.

نعم، يعرف العراقيون جيداً من هي أبواق الفتنة، كمعرفتهم بأبنائهم، شبيبة الإنتفاضة، وسوف لن ينحازوا الا الى هؤلاء الأبطال، الذين كانوا دوماً أمناء على وطنهم وأوفياء لشعبهم، وإجترحوا المآثر على هذا الدرب، لأنهم ببساطة، لن يخسرو سوى أغلالهم والخراب، فيما سيربحون الوطن الذي يريدون.

عرض مقالات: