اخر الاخبار

احتضن العراق كأس الخليج الدورة 25 بعد غياب دام ما يقارب 44 عاما لأسباب عديدة ومن أهمها الأسباب السياسية والأمنية حيث احتضن العراق كاس الخليج أول مرة عام 1979 وأقيمت في بغداد على ملعب الشعب الدولي وتوج بتلك البطولة واستمر مشاركاً بها إلى أن غادر العراق هذه البطولة بسبب حرب الخليج وعاد إليها عام 2004 في النسخة التي أقيمت في الدوحة.

 وفي سنة 2023 احتضن العراق هذه البطولة  مرة أخرى بعد طول انتظار وشوق اليها وقد تم اختيار شخصية السندباد البحري شعارا لهذه الدورة وذلك لأن شخصية السندباد تميمة تلائم البطولة الخليجية، فجميع البلدان المشاركة متصلة ببحر واحد وهو الخليج العربي الذي كان يجوبه السندباد في رحلاته، وغير ذلك فإن الخليج العربي يوضح وبشكل كبير العمق العربي لهذه البطولة وآصرة التأخي بين البلدان المشاركة، وكان السندباد يجوب البحار منطلقاً من البصرة قاطعا الخليج العربي الذي يمر على جميع البلدان المشاركة وصولا إلى بلاد السند والهند وغيرها،  وبذلك فان فلسفة الشخصية ترتبط بشكل كبير في المكان الذي تقام عليه البطولة وهو البصرة ومشاركة الدول التي تقع على الخليج العربي والتي كانت شاهدة على رحلات السندباد حينما يأخذ البحر مطية للسفر والترحال.

   وأن شخصية السندباد لا تعتبر فقط شخصية عابرة ظهرت في الرسوم المتحركة بل إنها شخصية لها عمق في الذاكرة الجمعية الفولكلورية لبلداننا العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص، لقد ظهرت حكاية السندباد بشكل رئيس في حكايات ألف ليلة وليلة التي تعتبر من الحكايات والاساطير الموغلة بالقدم حيث كانت الأسمار والخرافات وغيرها من القصص فيها مشتهى لدى العرب وتحديدا في أيام الخلافة العباسية ولاسيما في خلافة المقتدر حيث أعطى العباسيون أهمية كبيرة لحكاية السندباد بشكل خاص، وهذا ما صنفه العالم الموسوعي ابن النديم فقد كتب السندباد بنسختين كبيرة وصغيرة والاختلاف فيها مثل الاختلاف بكليلة ودمنة ويوضح هنا خصوبة المدونات العربية، وبذلك فان أغلب رحلات السندباد كانت تشكل جزءًا كبيرا في الذاكرة العربية وهذا مأتم توضيحه في أطروحة المستشرق اوسترب التي تقدم بها عام1891 والتي نشرها في دائرة المعارف الإسلامية.

ساهم السندباد بشكل كبير في ثقافة الأطفال العربية فإن قصة السندباد البحري التي تم إصدارها عام  1920 كانت مؤشرا في بداية قصص الأطفال واليافعين في الأدب العربي الحديث، واذا ما تغلغلنا في العمق العراقي نجد أن السندباد أثر بشكل كبير في مخيلتنا وثقافتنا الجميلة، وظهر تأثيره على الأجيال السابقة والأجيال الحالية ولا سيما من الناحية التربوية والتعليمية  التي يحملها السندباد من خلال وضعه في منهج دراسي لطلبة المدارس في المرحلة الابتدائية الحالية، وبذلك شكل نقطة مهمة في الثقافة العراقية وأصبح عاملا مؤثرا بعملية تنشئة الأطفال واليافعين من خلال إعطاء القيم الإيجابية في التراكم المعرفي لديهم اثناء نموهم وتشكيل جيل متأثر فكريا بهذه الشخصية الأسطورية التي تحمل الخصال النبيلة والقيم الإيجابية،  وعليه فإنه رمز ثقافي وجمالي مهم يتحول إلى رمز وشعار لبطولة كروية مهمة على صعيد القارة الأسيوية بشكل عام والعراق والخليج العربي بشكل خاص حيث نجد البصرة الفيحاء معقل السندباد البحري مليئة بالصور والمجسمات التي تبين مدى تأثير هذه الشخصية في العراق بشكل عام والبصرة بشكل خاص.

عرض مقالات: