صدر قبل ايام توجية الى المستشفيات البيطرية على ضوء اقتراحات من جهات عليا وموافقة السيد رئيس مجلس الوزراء، بالسماح لانتقال الحيوانات بين المحافظات كافة وبضمنها اقليم كردستان وهذا يشكل تهديداً خطيراً للصحة العامة للمواطنين إذ يؤدي ذلك الى زيادة رقعة الاصابة بمرض الحمى النزفية، حيث سجلت بعض المحافظات نسبة اصابة عالية جدا فيما بعضها الآخر خالياً منه.
وفي خصوص الشهادة الصحية البيطرية والتي سترافق هذه الحيوانات نقول للاسف غابت عن من اصدر القرار بان الحيوانات المصابة بالحمى النزفية لا تظهر عليها اية علامات سريرية” ظاهرية” ؟! ومن المستحيل اكتشافها بالفحص العياني.
وجاء في التوجيه (الكتاب الرسمي) ايضا تسهيل استيراد الاغنام من دول الجوار وهذا يشكل خطراً جديداً على الثروة الحيوانية في العراق, والدليل دخول مرض الحمى القلاعية عترة سات2 لاول مرة في تاريخ العراق بداية هذا العام والتي تسببت بنفوق المئات من الجاموس و الابقار.
ولابد من الاشارة الى ان هذا الاجراء المتخذ يتناقض مع ابسط مفاهيم علم الأوبئة، مع التذكير ان الدائرة البيطرية العراقية صدر لها قرار رئاسي عام 1990 بالذهاب الى الكويت لجلب الابقار من احدى محطات الابقار، ذهبت تلك اللجنة وبعد الفحص رفضت اللجنة ادخال هذه الابقار لكونها تشكل خطراً على الابقار العراقية لكونها مصابة بمرض الالتهاب الرئوي البلوري المعدي في الابقار والعراق خال من هذا المرض، احترمت السلطات آنذاك قرار اللجنة رغم عنجهية النظام ودمويته.
ان فكرة معالجة ارتفاع اسعار اللحوم شيء جيد لكن المعالجة خاطئة جدا، حيث يفترض تشجيع المربين على زيادة الانتاج وتشجيع الالاف من الشباب العاطل عن العمل من خريجي كليات الزراعة والطب البيطري للدخول في هذا الميدان.
واخيرا يقول احد خبراء الاقتصاد العراقيين ان 30% من العراقيين هم تحت خطر الفقر، اي ان دخل الموطن اليومي 2 دولار في اليوم الواحد ؟! وحتى من هم فوق هذا الخط من الذين دخولهم اليومية تتجاوز 5 دولارات هم لا يستطيعون شراء اللحوم بالسعر السابق الذي يبلغ 12 الف دينار عراقي.
هنا يتوجب على الجهات العليا الاحتكام الى اصحاب الخبرة والمشورة في هذا المجال في داخل المؤسسات الرسمية، ومن خارجها.
من جانب اخر، أعلنت وزارة الصحة، ان اخر إحصائية رسمية للمصابين بالحمى النزفية المسجلة منذ بداية العام الحالي 2023 في العراق بلغت 128 إصابة منها 18 حالة وفاة تركزت اغلبها في محافظة ذي قار.