يا وطن كنت منارة للعلم والعلماء والأطباء والأدباء والفنانين والشعراء والرياضيين الأبطال والكفاءات الكبيرة الأخرى ...
جيل لا يعرف قاماته ولم يتعرف عليهم لقد هدمنا التعليم بنهج مدروس بتفشي الامية والجهل والشعوذة.
شباب هجروا المدارس بعضهم من توجه لمساعدة عوائله في طرق أبواب العمل المغلقة، وذهب الاخرون منهم ضحية العوز إلى السقوط في أحضان العصابات التي تبيع وتشتري بالبشر، ومنهم من سلك طريق المخدرات المتفشية ( الكرستال وغيره )، ومنهم من يرمى بنفسه على قارعة الطريق ليسرق من المارة والبيوت، واكتظت السجون بأعمار منتجة لو تحركت عجلة الاقتصاد وزجت في مصانع البلاد المعطلة من قبل طبقة طفيلية معتاشة على هذا الوضع الهزيل الذي تمر به البلاد، لكان التقدم في جميع النواحي حين تتحرك عجلة الاقتصاد والصناعة والزراعة فتنمو الواردات وتنعكس على عموم ابناء البلاد بالخير والرفاهية ...
وانا أتابع أحد البرامج على إحدى الفضائيات تسأل المقدمة شباب التقت بهم في احدى شوارع بغداد عن شاعر العرب الاكبر (محمد مهدي الجواهري) لم تحصل على اجابة صحيحة من جميع الذين التقت بهم، يا للخيبة أي جيل هذا وأي وعي متراجع نحو الأسوأ، لا أحد يعرف هذا الرجل الذي ملأ الحياة الثقافية ابداعاً.
لقد تغيرت الموازين والمقاييس في معيار التقدم، وبدأ الشباب يستسهلون القضايا السطحية ولا يكلفون انفسهم بمواصلة اكمال تعليمهم، وحتى المتواصلون منهم من نجده يميل إلى الحصول على الشهادة ليس بالتفوق والبحث والقراءة بل بأساليب خطرة ومنها الغش الذي أصبح ظاهرة في التعليم لا يمكن السيطرة عليها، والأدهى من ذلك ان هناك مكاتب سمحت لنفسها بابتكار طرق مخفية وصعبة الاكتشاف فيها وتبيعها للطلبة بأسعار زهيدة، ومن حالات الغش الجارية اليوم هو عن طريق الكمامة فتملأ ببراشيم مطبوعة على قطع من النايلون الخفيف وتلصق وكأنها ليبلات للكمامة نفسها ويدخل الطالب مرتديا اياها بدون أي تفتيش ويبدأ بالنقل للمادة التي يمتحن بها وبكل سهولة .
إن انحدار التعليم وعدم الجدية بالنهوض به سيترك أثرا قاتلا على نموا الاجيال مستقبلا وستتحمل الحكومة اعباء المسؤولية لعدم اتخاذها الاجراءات الكفيلة بالنهوض بأهم مفصل في بناء الاوطان وتقدمها ألا وهو الأساس الحقيقي لذلك هو التعليم ثم التعليم ثم التعليم ...!