الحزب الماركسي، يعمل في اطار تنظيمي واضح جدا، لأنه اتحاد طوعي لمواطنات ومواطنين يجمعهم الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والجماهير الكادحة وسائر فئات الشعب. ويتجسد الاطار التنظيمي للحزب في القيادة الواحدة، ووحدة التنظيم والمنطلقات الفكرية، حيث تساهم منظمات الحزب وأعضاؤه في تقرير شؤون الحزب وبنائه وتركيب هيئاته القيادية ومتابعة نشاطاته المتنوعة. كما ان الهيكل التنظيمي للحزب يتصاعد من اصغر خلية حزبية الى اعلى قيادة، وهي اللجنة المركزية، وهي الهيئة القيادية والتنفيذية العليا للحزب.
ولذلك فإن الحزب الشيوعي العراقي، ومنذ بواكير التنظيم في 31 آذار 1934، كان يسير وفق نظام داخلي، يحدد فكر الحزب وسياسته العامة وأهدافه الاساسية، والمستقبلية، وثوابته الفكرية المبنية على الالتزام بالماركسية والعمل في سياق الاسس الديمقراطية وعلى حرية الرأي ووحدة الارادة والعمل.
وحيث ان الحزب قد طرح نظامه الداخلي للمناقشة، على وسائل اعلامه المعروفة، لذلك نرى ابتداء ان النظام الداخلي الذي أقره الحزب في المؤتمر الوطني العاشر (1-3 كانون الاول) 2016، يشكل اعلى وافضل واشمل نظام لأنه يستوفي ويستوعب كل ما يحتاجه حزب وطني يضع المصالح العليا للشعب والوطن فوق اية مصلحة اخرى.
الا أنني ارى أن الفقرة 2 من المادة 21/ احكام ختامية، والتي تقول ((لمؤتمر الحزب الحق في ايقاف نشاطه مؤقتا وله صلاحية حل الحزب... الخ))، فعندما اقرأ هذا اشعر بالانقباض الشديد والضياع، لأن الحزب الماركسي ليس حزبا للترف البرجوازي، انه حزب الطبقة العاملة، وهو وليد نضالاتها وتضحيات قادتها، وما قدمه الشيوعيون من الرعيل الاول من تضحيات جسام، وصعدوا الى اعواد المشانق من أجل ان يظل حزب الشيوعيين راسخ الاقدام، لأن الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق. لذلك لا يجوز ان تحرم الطبقة العاملة من أداتها، وحزبها الشيوعي. وكما قال لينين (علاقة الطبقة العاملة بالماركسية علاقة عضوية)، ولكي تتجسد هذه العلاقة فعلا، فلا بد من وجود الحزب الماركسي او الشيوعي، لذلك لا يمكن ان يحل حزب الطبقة العاملة نفسه ابدا، لأنه حزب المستقبل والاجيال القادمة. والفكر الماركسي هو سلاح الطبقة العاملة، كما ان الفكر الماركسي وجد في الطبقة العاملة قاعدته الاجتماعية. لذلك اقترح ان يصار الى الغاء هذه الفقرة.
المادة (2) يضاف لها:
4 - يلتزم بالضوابط والقيم التنظيمية والعمل الطوعي ويسير بمقتضاها.
5 - يخضع العضو لبرنامج ثقافي، تضعه لجنة الحزب المركزية.
المادة (6):
1 - لعضو الحزب الحق في تقديم استقالته متى شاء... الخ.
4 - للمستقيل من الحزب حق العودة الى صفوف الحزب، بعد ان تدرس المنظمة الحزبية وضعه الاجتماعي والفكري، ولمرة واحدة فقط.
مع خالص الامنيات الطيبة لحزبنا، وهو يسير نحو المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب.. ونحن نتطلع لهذا المؤتمر لأنه يأتي في ظروف غاية في التعقيد، ووضع مأزوم تماما. كلنا ثقة عالية بقدرة الحزب على تجاوزها، ووضع الحلول التي تخدم مسيرة شعبنا نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.