اخر الاخبار

اتُهِمَ ارسطو بالانحياز الطبقي لمنعه المرأة والفلاحين والعبيد من المشاركة في الانتخابات البرلمانية وأعطى حق الترشيح والتصويت لطبقة النبلاء والأشراف ووجهاء البلد وجنرالات الجيش ارتبط منع بعض الأفراد والجماعات من المشاركة بالانتخابات بالدولة ذات الرئاسات الثلاث منذ نشأتها حتى اليوم، وتعددت أسباب المنع واختلفت من حقبة زمنية لأخرى ومن دولة إلى دولة أخرى. رغم ان المرأة الفرنسية في طليعة المهاجمين على سجن الباستيل سنة 1789م لكنه لم يسمح لها بالتصويت في الانتخابات البرلمانية إلاّ سنة 1945م أي بعد مرور 156 عاما على انتصار الثورة الفرنسية. لكن نضالات الشعوب وظهور أحزاب اليسار دفع معظم الدول بالسماح لجميع مواطنيها البالغين السن القانوني للانتخابات بالمشاركة وبقي المنع على بعض الأفراد أو الجماعات التي التصقت بهم الخيانة. فما هي الخيانة؟ الخيانة عمل مخالف لشروط الاتفاق بين الأطراف، أو عمل لا يرتضيه الطرف الآخر. ما يهمني في هذا المقال هو خيانة الشعب وموقف الشعوب من خونتها إذا ثبتت عليهم تهمة الخيانة. قد لا أكون مخطئاً إذا قلت إن الشعوب لم تكتفِ بمنع خونتها من المشاركة بالانتخابات فحسب بل منعتهم من الاستمرار في الحياة إذا ثبتت عليهم التهمة. التعليمات التي أصدرتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تنص على أن المتهم بالفساد لا يسمح له بالترشيح إلى عضوية البرلمان حتى لو تمتع بالعفو العام بعد ثبوت التهمة. فما هو موقف هذه المفوضية من قائد سياسي أعلن في إحدى الفضائيات بأعلى صوته انه خان الشعب، ومن المعلوم أن الاعتراف سيد الأدلة على ثبوت التهمة أليس منعه من الترشيح في الانتخابات البرلمانية إجراء خجول إذا ما قورن بموقف الشعوب من خونتها؟ وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن هذا القائد السياسي قد يكون رئيس حزب أو كتلة نيابية يسعى جاهداً للحصول على أغلبية برلمانية ليطبق آراءه في طبيعة الدولة، وغالباً ما تغنى بها دولةً اسلامية التي رفضها المتظاهرون في جميع ساحات التظاهر مطالبين بدولةٍ مدنية يحكمها القانون وتسودها العدالة. أرى من مصلحة الشعب ومن أجل إحداث التغيير في بنية البرلمان القادم. تمنع كل الأحزاب والكتل النيابية التي أعلن قادتها على الملأ خيانتهم للشعب. وهذا إجراء صائب سبق وأن طبقناه. رغم أن صدام حسين لم يعلن خيانته للشعب، لكن بعد سقوط النظام منع حزب البعث من الحضور في الساحة السياسية دستورياً ومنع من المشاركة بالانتخابات حتى هذا اليوم. إن منع الأحزاب التي خان قادتها الشعب يجنبنا الكيل بمكيالين في قضية واحدة هي خيانة الشعب.   يا شباب الانتفاضة التشرينية رددوا بأعلى أصواتكم منذ الآن وفي جميع ساحات التظاهر (لا مشاركة في الانتخابات لمن خانوا الشعب) هل يصح شعار آخر المقال شعاراً للمرحلة القادمة؟ وتعتمد مشاركة الحزب بالانتخابات على تنفيذ هذا الشعار من قبل المفوضية حسب المادة التي تقول يمنع الفاسد من المشاركة في الانتخابات حتى لو تمتع بالعفو العام بعد ثبوت التهمة.

عرض مقالات: