ضيّف "غاليري مجيد" في بغداد الجمعة الماضية، الكاتبة والصحافية منى سعيد، التي تحدثت عن كتابها الموسوم "الجمر والندى" في جلسة حضرها جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
رسام الكاريكاتير خضير الحميري أدار الجلسة واستهلها مقدما سيرة الضيفة، مبينا انها خريجة كلية الآداب في جامعة بغداد – فرع اللغة الألمانية عام 1977، وانها بدأت في العام 1975 العمل الصحفي في قسم المونتاج ثم في قسم التحرير في جريدة "طريق الشعب". كما عملت في مجلات فنية وثقافية وعلمية متخصصة.
وأضاف قائلا أن منى عملت مترجمة عن اللغة الألمانية في صحيفة "الرأي" الأردنية عام 1995، ومراسلة لصحيفة "الحياة" اللندنية في مكتبها ببغداد عام 1998، وأيضا عملت في مكتب صحيفة "الخليج" الإماراتية في بغداد عام 2000، فضلا عن عملها الصحفي في العديد من الصحف والمجلات العربية والخليجية.
وعرّج الحميري على إصدارات الضيفة من كتب، بين التأليف والترجمة. فيما استعرض أبرز الجوائز التي حازتها خلال مسيرتها الصحفية، وأهم المهرجانات الثقافية التي شاركت فيها في الداخل والخارج.
بعد ذلك، ألقت منى الضوء على كتابها، الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية صادرة عن "دار سطور للطباعة والنشر" في بغداد عام 2022.
وقالت أن كتابها يتراوح بين الرواية والسيرة الذاتية، وانه يتضمّن حقائق عاشتها على مدى سنوات، ويتناول ظروفا قاسية مرت بها، أمنية ومعيشية، موضحة ان فترة الحجر الصحي إثر تفشي جائحة كورونا منحتها فرصة لتدوين ما في ذاكرتها، في هذا الكتاب.
وأشارت إلى ان من يقرأ الكتاب سيجده أقرب إلى الرواية، مبينة انها عاشت ظروفا صعبة، وتحملت مسؤوليات كبيرة وتعلمت من الحياة دروسا مهمة، وتجاوزت عقبات صعبة بعد تغييب زوجها، الشهيد الشيوعي سامي العتابي، على يد جلاوزة النظام الدكتاتوري المباد، والذي تبيّن في ما بعد بأنه معدوم، والكثير من ذلك دونته في كتابها.
ولفتت إلى ان المواضيع التي طرحتها في الكتاب اتسمت بالجرأة والشجاعة، موضحة أن قسم الدراسات في الجامعة الأمريكية في بيروت، اعتبر كتابها أجرأ كتاب لسيدة عربية، وعمل معها حوارا عنه وعن سيرتها الذاتية. فيما كتب االسينمائي جواد بشارة المقيم في فرنسا، سيناريو لفيلم عن الكتاب، وهو الآن في انتظار التمويل لإنتاج الفيلم.
ونوّهت إلى ان كتابها حظي بشهرة واسعة، وكُتب عنه أكثر من 34 مقالا في صحف مختلفة.
وأجابت الضيفة خلال الجلسة، عن أسئلة عديدة طرحها عليها الفنان الحميري، منها عن كيفية استطاعتها مواجهة صعوبات الحياة، وعن قدرتها على التماسك رغم المآسي التي عاشتها.
وعن ذلك قالت انها ضد الانكسار، وان جميع النساء العراقيات باسلات، مبينة انها تمثل الكادحة الحقيقية التي تعيل عائلتها وتوفر متطلباتها.
وشهدت الجلسة مداخلات عن تجربة الضيفة وكتابها، ساهم فيها عديد من الحاضرين.