اخر الاخبار

بعد انقلاب  شباط الاسود ١٩٦٣ القي القبض عليه في مدينته الموصل  وبعد التعذيب الوحشي ألذي تعرض له من قبل مجرمي الحرس القومي  حكمت عليه المجالس العرفية بتهم واهيه ملؤها الحقد والكراهية والانتقام لكونه وطنيا ومربيا  كبيرا للأجيال  وتحمل  الكثير من سنين السجن و كان مصيره سجن نقرة السلمان فأودع في رده رقم ١  لكونه كبير السن ناهز ٨٠ عاما، ولشدة أمراضه وعدم قدرته على الحركة إلا قليلا، تهيأ له الرفيق صالح الشايجي من مدينة الزبير وقدم له كل ما يحتاجه من الخدمة ولهذا أعفي الرفيق صالح من كل خفارات العمل في السجن.

  في يوم من أيام السجن اجتمع الرفاق وأعني بهم لجنة التنظيم الحزبي  وكتبوا  مذكرة  سياسية شديدة  اللهجة تخص  أوضاعنا الصعبة في السجن وعرضت المذكرة على كل الرفاق في السجن مكتوبة في الجريدة الصباحية، وطالب جميع الرفاق ان تكون  المذكرة أشد لهجة فأعيدت كتابتها  وأرسلت إلى وزير الداخلية عن طريق إدارة السجن، وبعد مطالبات عديدة  جاء وزير الداخلية  وحددت اللجنة موعد اللقاء في اليوم الثاني بغية ترتيب أمور السجناء،  “فسمحت” له اللجنة الادارية بالدخول وهذا أمر غريب أن يحدد السجين موعد دخول وزير الداخلية إلى السجن وهذا يؤكد القوه الكبيرة التي يتمتع بها السجناء من خلال  وحدتهم السجنية  الفكرية والتنظيمية، وجلس كل السجناء على فراشهم هادئين ملتزمين بتعليمات التنظيم، و كان برفقة الوزير الرفيق المقدم ابو محمد مسؤول التنظيم  وبدأ الوزير بالتفتيش من ردهة  رقم واحد  للاطلاع على اوضاعنا.  ولما وصل الوزير برفقة الرفيق ابو محمد إلى فراش المناضل يحيى ق الذي كان نائما سأل الوزير الرفيق ابو محمد من هذا السجين المسن قال له الرفيق ابو محمد هو الاستاذ والمربي الكبير المعلم الاول في مدينة الموصل والمحكوم عليه بدعاوى كثيرة، فطلب الوزير من الرفيق أبو محمد ان يوقظه من النوم فسلم الوزير على الأستاذ يحيى ق فرد السلام وسأل الرفيق أبو محمد.. ابو محمد من هذا؟ أجابه انه وزير الداخلية فرحب به الوزير سائلا عن أحواله فرد عليه يحيى بانه مرتاح والرفاق يخدمونه أحسن خدمه لكنني أي يحيى ق رأيت في منامي هذه الليلة أن ثورة حدثت وشارك فيها كل الشعب وألقي القبض عليك وعلى كل مسؤولي الدولة وأتوا بكم إلى هنا في نقرة السلمان وادخلوكم السجن وتم تحريرنا فتبرعنا لكم بأفرشتنا.  سكت الوزير ولم يتكلم ولم يتحقق أي مطلب من مطالبنا وبقت وحدتنا السجنية شعلة وهاجة تنير صحراء السلمان.

هذا الجزء الاول من قصة المناضل يحيى ق أبو سعد.

* سجين نقرة السلمان

عرض مقالات: