اخر الاخبار

اقامت مؤسسة "|أنا عراقي أنا أقرأ" الثقافية بالتعاون مع مقهى كهوة وكتاب في الكرادة ببغداد، مساء الجمعة الماضية، ندوة بعنوان: "المؤسسات الثقافية ودورها في حركة المجتمع وصناعة الخطاب"، ضيّفت فيها وزير الثقافة الأسبق مفيد الجزائري ورئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق علي الفواز ومدير مركز البيان للدراسات د. علي طاهر الحمود، وقدمها الإعلامي علي الخالدي.

رئيس اتحاد الادباء علي الفواز تحدث في مداخلته عن "العقدة الكبيرة المتعلقة بكيفية جعل المثقف حاضرا وفاعلا في مجتمع يصعب ان يسوّق الثقافة او يجعل منها زادا يوميا وجزءا من تقاليده الاجتماعية والاقتصادية".

وأضاف انه "بصراحة الأبواب بطبيعتها غدت في ظل عراق ذي سمات ديمقراطية حديثة، مفتوحة لمن يريد الدخول وممارسة سلطته وطرح رأيه من دون قيود، ولكن العلة تكمن في ان التقاليد الثقافية في العراق غائبة، وفهم الثقافة من قبل صانع القرار السياسي، والقيّم على تخطيط الأفق الاقتصادي والسياسي، لا ينظر اليها كفعل مؤسسي ومشاريع وملفات ضمن خططه المستقبلية".

وطرح د. علي طاهر الحمود، سؤالا جوهريا كما وصفه:"هل استطعنا ان نخلق مثقفا عراقيا معترفا به من قبل المجتمع والسلطة؟ كي يقوم صاحب السلطة بتخصيص الموازنة له ويقوم المجتمع بالاستماع لهذا المثقف؟".

وأشار الى انه "لدينا مثقفين ونخب، ولكن هذه النخب ليست لها الشرعية الكافية على المجتمع وعلى السلطة، وما زال رجل الدين وشيخ العشيرة هما المؤثرين في السلطة، وما تزال السلطة لا تخاف المثقف ولا تخشاه. في أحد الأيام ابلغوا الجنرال ديغول ان جان بول سارتر يوزع صحف اليساريين ويحرض على الاحتجاجات ويجب اعتقاله، فقال لهم "هل تريدون اعتقال فولتير فرنسا؟" فسلطة ديغول تهاب المثقف والأكاديمي، اما لدينا في العراق فالسلطة لا تخاف الأكاديمي والمثقف

رئيس تحرير "طريق الشعب" مفيد الجزائري، قال ان المؤسسات الثقافية الرسمية: وزارات الثقافة والتعليم العالي والتربية لا دور ثقافيا لها. وأشار الى واقع تدني مستويات التعليم بمراحله المختلفة، بسبب اسناد إدارات الوزارات المعنية وفقا لنهج المحاصصة الطائفية وليس استنادا للكفاءة  والخبرة والنزاهة.  "لذلك نرى الآلاف المؤلفة من الخريجين بمستويات معرفية مبكية، وبعضهم ليسوا اميين ثقافيا فقط، بل حتى اميين لغويا. والسبب يعود أيضا الى خصخصة التعليم واطلاق العنان للمدارس والجامعات الاهلية، التي تتيح شراء الشهادة بالمال، وينصب اهتمامها ليس على الاجتهاد والمثابرة من جانب الطلاب، بل على تسديدهم الأقساط الدراسية".

ونبّه الجزائري الى التدهور المريع للمستوى الثقافي في مجتمعنا اليوم، ودعا الى "اعلان النفير العام لمحاربة الامية الثقافية". وأضاف انه "لا أمل اليوم في المؤسسات الثقافية الرسمية، وليس امامنا غير التعويل على المؤسسات الثقافية الاهلية رغم امكانياتها المحدودة".

ونوّه من جانب آخر بحقيقة ان الثقافة لا تنحصر في المجالات والمنظمات الادبية والفنية فقط، فمراكز الدراسات والأبحاث لها دورها المهم جدا، ونحن اليوم بأمس الحاجة اليها على اختلافها، والى دورها المهم في شق طرق التطور امام بلادنا وإشاعة المعارف في المجتمع".

وشدد الرفيق الجزائري في ختام مداخلته على ملء الفراغ الذي خلفته الدولة في الميدان الثقافي، وناشد اتحاد الادباء التحرك لعقد مؤتمر جديد للمثقفين العراقيين، بالاستفادة من تجربة المؤتمر الأول في 2005، لبحث واقع ثقافتنا ومثقفينا اليوم وسبل إيقاف التدهور المتواصل، ووضع الخطط اللازمة والاستراتيجية الضرورية للتنمية الثقافية المستدامة والنهوض الثقافي".

عرض مقالات: