يحتفل عمال وشيوعيو البصرة في الأول من آيار من كل عام بعيد العمال العالمي، وكانت المسيرة الاحتفالية التي تبدأ من شارع الكورنيش وتخترق بعض شوارع وأسواق مركز المدينة هي الفعالية الأكثر تأثيراً في الجمهور والتي يسخِّر لها العمال ومحلية الحزب إمكانيات عديدة لإنجاحها. أتذكر في السنة الأولى بعد تغيير النظام وكانت بعد أسابيع قليلة من ذلك التغيير، إننا تجمعنا بالعشرات أمام تمثال الشاعر بدر شاكر السياب في بداية شارع الكورنيش، وهناك فاجأني الرفيق الشاعر والناقد مقداد مسعود بسؤال طريف (لو حضر هنا صدام وشاهد هذا العدد من الشيوعيين فسيقول أين كنتم عني ولم أقتلكم؟)، حينها كانت ضحكاتنا نابعة من القلوب منتظرين التغيير الإيجابي الذي وعدنا به الرئيس المحتل جورج بوش الابن. وعند المسير التحق بنا الكثير الكثير من المارة والمتبضعين وشغيلة الدكاكين في الشوارع المؤدية إلى مقر الحزب آنذاك في شارع السعدي حتى تجاوز عددنا الألف، والكل كانوا يهتفون وبحرارة لهذا اليوم المجيد.
لقد كان الرفيق الراحل خماس دريول يشارك في المسيرة في كل عام وهو على كرسيه المدولب صادحاً بصوته الجهوري للعمال وللحزب، كما كان حاضراً في أغلب الفعاليات التنظيمية وعدد من الفعاليات الثقافية وهو على ذات الكرسي ولم يتهاون مطلقاً عن الحضور والمشاركة، إلاّ في هذا العام حيث غادرنا إلى مثواه الأخير تاركاً فراغاً واضحاً بين رفاقه ومحبيه.
خماس أبو سمرة كما كان يحلوا لرفاقه تسميته افتقده من بقي حياً من رفاقه، عباس الساعدي، صباح لعيبي، جبار غريب، أبو صباح البصري وغيرهم. ولكن عزاءهم في مغادرته انه استُقْبِل من قبل رفاقه في العالم الآخر هاشم الطعان، سليم البلداوي، حلو خلف، محمود غريب، رجب خميس، وكمال مصطفى صبري وغيرهم الكثير ليخلد معهم في نعيم الراحة الأبدية.
لك الخلود يا أبا سمرة