اخر الاخبار

بحضور جمهور واسع من العائلات والشباب والمهتمين بالفن السابع، عرض الاثنين الماضي على قاعة “مؤسسة المحطة” في بغداد، الفيلم الموسوم “كلشي ماكو” للمخرجة ميسون الباججي.

تدور أحداث الفيلم، الذي سبق عرضه نهاية العام الماضي في مهرجان القاهرة السينمائي، في إطار درامي يوثق قصصا ومشاهد لحياة العراقيين عام 2006، في ذروة العنف الطائفي والاقتتال الداخلي الذي كلف البلد والمواطنين كثيرا. لكنه ينتهي بولادة طفلة، ما يشير إلى أن الأمل لا يزال باقيا في نفوس العراقيين، يولد ويتجدد كل يوم.

وعقب عرض الفيلم، عقدت جلسة حوارية حول أحداثه، استهلتها المخرجة الباججي بالقول أن “العراقيين، وسط كل الدمار والموت كانوا يجددون الامل، ويخرجون من البيوت، ويحبون ويتزوجون وينجبون الأطفال”، مستدركة: “لكن العراقيين كانوا ولا يزالون يحملون في دواخلهم الحزن ولوعة الفقدان، وعلى ما يبدو أن العالم نسي ما حدث في العراق من كوارث بعد 2003، لذلك أردنا أن نسلط الضوء على تلك الأحداث في فيلمنا هذا”.

وأضافت الباججي عن الفيلم أنه “أكثر أفلامي وثائقية” وانه “يعبر عن صوت العراقيين ويقدم حقائق عن حياتهم قد لا تصل إلى الخارج”.

ضعف التمويل

المشاهدة سارة علي قدمت خلال الجلسة مداخلة ذكرت فيها أن فيلم “كلشي ماكو”، وبالرغم من ضعف التمويل وبساطة الإمكانات الإنتاجية، يحقق مستوى ممتازا بالمقارنة مع الأعمال السينمائية والدرامية العراقية السائدة اليوم.

وأضافت قائلة: “في العراق نفتقر إلى أفلام تتناول هذه الحقبة القاسية”. لكنها رأت أن “نهاية الفيلم كانت مفتوحة، مع ان نفحات الأمل فيه كانت خجولة، ولم تعبر عن الإصرار والصمود”.

وعلى ذلك عقبت المخرجة بالقول أن “الفيلم لم يترك النهاية مفتوحة وحسب. فهو كان يتضمن مشهدا أخيرا، مهدىً إلى شباب العراق المحب للحرية والعدالة، الا انه لم يعرض بسبب خلل فني”. 

من جانبها، انتقدت المشاهدة الشابة سالي مراد، في تصريح لـ “طريق الشعب”، غياب التمويل عن مثل هذا النوع من الأفلام، مشيرة إلى أنه “يتوجب على السينما العراقية توثيق هذه الحقبة المظلمة”.

قصص الناس البسطاء

مؤلفة الفيلم د. إرادة الجبوري قدمت خلال الجلسة مداخلة قالت فيها أن “نص الفيلم لا ينتمي إلى المدارس التقليدية. فهو يهتم بأمور ننظر إليها عادة بأنها هامشية وليست مركزية”.

وأضافت قائلة أن “الفيلم أراد أن يسلط الضوء على حياة الناس البسطاء كما هي في تلك الحقبة، بين قصف وتفجيرات وخطف وقتل. واراد أن يظهر كيف أن العراقيين ظلوا صامدين رغم ذلك”. واشارت المؤلفة إلى أن “نص الفيلم بدأت كتابته منذ العام 2010. ثم واجهتنا مشكلات كثيرة، من بينها طريقة اختيار الممثلين، وتوقيتات العمل وغيرها. فهذه هي مشكلة الأفلام المستقلة التي لا تحصل على دعم أو تمويل”. 

دعم المنتج العراقي

وفي السياق، تحدث مؤسس “شبكة تجمع أفلام العراق”، الشاب حيدر عبد الستار، عن سعي مؤسسته إلى إيصال المنتج السينمائي المحلي إلى مختلف الفئات، دون الاقتصار على المهرجانات المتخصصة، مؤكدا في حديث لـ “طريق الشعب” القول: “نحاول تقديم عروض تجذب الشباب، وتعرفهم بمنتجنا السينمائي، وتبين لهم كيف أن أفلامنا تحصد جوائز مهمة في المهرجانات العالمية”.

ولفت إلى أن “أغلب صناع السينما المستقلين، صاروا يترددون في إنتاج الأفلام، خشية أن يكون مردودها المالي ضعيفا. فالمخرج لا يغامر في ذلك حتى يشعر بوجود جمهور يتحلى بثقافة مشاهدة الأفلام السينمائية”.