اخر الاخبار

نظم اتحاد الادباء والكتاب في بابل بالتعاون مع مؤسستي “أبجد” و”تراث بابل” الثقافيتين، أول أمس الثلاثاء، جلسة استذكار لشهيد الثقافة العراقية الناقد قاسم عبد الامير عجام، في مناسبة مرور 18 عاما على اغتياله.

وقد حضرت الجلسة أسرة الشهيد وحشد من المثقفين والأدباء والإعلاميين.

رئيس الاتحاد الباحث صلاح مهدي السعيد، أدار الجلسة واستهلها بتقديم لمحة مختصرة عن الفقيد ودوره الريادي في النقد التلفزيوني والمسرحي، مشيرا إلى مساهماته الفاعلة في المشهد الثقافي، وعمله الدائب في اتحاد الأدباء.

بعدها قدم د. بشار عليوي، محاضرة بعنوان “قاسم عبد الأمير عجام.. مسرحياً”، تناول فيها الجهود النقدية للفقيد في مجال السينما والتلفزيون والمسرح، ونتاجه في النقد القصصي والروائي، مبينا أن نقوده أسهمت في تشكيل الذائقة الفنية وأثرت في الوسط الثقافي.

وقال ايضا أن نتاج عجام الثقافي كان ينشر في كبريات الصحف والمجلات العراقية والعربية. وتطرق إلى مقالاته السياسية ونشاطه الفكري من خلال البحوث والدراسات والندوات التي توزعت على مختلف الفنون والآداب، إضافة إلى محاولاته كتابة القصة القصيرة وغيرها من الأصناف الأدبية.

وبعد انتهاء المحاضرة عُرض تسجيل لمسرحية عنوانها “ملاك بابل”، تتحدث عن مآثر الفقيد ومساهماته في الساحة الثقافية. وهي من إعداد وإخراج د. بشار عليوي، ومشاركة الفنانين غالب العميدي وعلي التاجر ود. محمد حسين الحبيب وفرزدق صبري ود. عزيز العزاوي.

كما عرض فيلم تسجيلي تضمن صورا للفقيد في مناسبات عدة، وأخرى لبعض كتاباته في الصحف.

وقدمت شهادات ومداخلات عن الفقيد، ابتدأها الفنان غالب العميدي الذي تحدث عن منزلته ودوره الريادي في النقد المسرحي والتلفزيوني، مشيرا إلى تواضعه وحرصه وتفانيه في العمل.

أما الناقد د. رشيد هارون، فقد ركز في شهادته على الجهد الأدبي والثقافي للفقيد، وما قدمه من بحوث ودراسات ومحاضرات في المحافل الأدبية والثقافية.

وقال الباحث أحمد الناجي في شهادته أن “قاسم عبد الأمير عجام.. فقيد الثقافة العراقية وشهيد الزمن المر، من أية وجهة أتيته تلقاه: أديب بمعنى الكلمة، وعين نقدية، تراكم معرفي وفكري، وذاكرة لا يجرفها النسيان، شخصية ثقافية بلغت من التماسك أشده في مشوار شاق طويل. من الصعب أن تحصر مزاياه وتحصي خصاله، ولا اعتقد أن أحدا تعرف عليه يمكن أن ينساه”.

وكانت للشاعر جبار الكواز مداخلة تطرق فيها إلى الدور الكبير للفقيد في اتحاد أدباء بابل، عضوا في هيئته الادارية أو رئيسا له، وتمسكه بالحضور الدائم في نشاطات الاتحاد رغم مشاغله الوظيفية وبعد سكنه عن مركز مدينة الحلة.

ثم تحدث الناقد عبد علي حسن عن السمات البارزة في مقالات عجام النقدية، مؤكدا أن الجمهور كان يترقب ما يكتبه في نقد بعض الأعمال التي يقدمها تلفزيون العراق.

هذا وساهم في المداخلات أيضا الصحفي عباس خليل العاني ود. مؤيد عبد الصاحب والأستاذ رشيد شعلان والتربوي سامي الربيعي.

وفي الختام، ألقى الأستاذ طه حسن عجام كلمة أسرة الفقيد، تناول فيها جوانب من مسيرتيه الادبية والاجتماعية، وابداعه في العمل الوظيفي، وعمله الجاد في الخدمة العامة، حتى ان ابناء مدينته اختاروه ليكون مديرا لـ “ناحية جبَلة”. كما عيّنته وزارة الثقافة قبل وقت قصير من تعرضه لجريمة الاغتيال  مديرا عاما لدائرة الشؤون الثقافية. واشار في الكلمة أيضا الى ظروف استشهاد الفقيد نتيجة “عمل إرهابي جبان، وقفت وراءه قوى ظلامية”.

يشار إلى أن غالبية المساهمين في الجلسة طالبوا وزارة الثقافة بطباعة آثار الراحل المنشورة في الصحف والمجلات، كذلك بحوثه ومحاضراته التي تحتفظ بها أسرته. كما طالبوا الاتحاد العام للأدباء والكتاب بإقامة مهرجان سنوي باسم الراحل، أسوة بغيره من أعلام الأدب والثقافة.