اخر الاخبار

في يوم 27 - 5 - 1979 بعد انتهاء الدوام الرسمي في المديرية العامة لتربية بابل. واذا بشخصين طلبا مني مرافقتهما فسلمت سجل الرواتب لاحد الزملاء واعلمته اني ذاهب للأمن لكي يخبر عائلتي، وما أن صعدت السيارة حتى عصبت عيناي بخرقة قماش، وبعد فترة قصيرة واذا انا في بناية مديرية الامن وازيلت الخرقة واذا انا وجه لوجه مع معاون امن المحاويل سابقا خالد البراك وقد قتل فيما بعد في دائرة أمن المدحتية وخاطبني (ها صادق... هس ما تعرفني) حيث يتذكر حادثة لم أكن اسلم عليه آنذاك.

وقال (اخذوه وخلوه لما ارجع) ودفعت الى غرفة المعتقلين وكان منهم المناضل مجيد عبد الحسين وتقدم نحوي (ها جابوك وليش) قلت له لا اعلم وعصراً قادوني بعد ان عصبت عيناني الى غرفة التعذيب وهناك بدأت لعبة الرياضة، الصفع بالأيدي وركلات القدم الفلقة، والاسئلة والكلمات البذيئة علي وعلى الحزب من المعاون خالد وقال أخبرنا عن نشاطك بإعادة تنظيم الحزب الشيوعي ومن هو الشخص الذي اتصل بك وبقية الأشخاص وكلما ازددت انكارا يزداد التعذيب الوحشي وتوقف الحفل وقال ودوه للجهة الطالبة.

وعند حلول الليل نقلت بالسيارة معصوب العينين وعند وصول السيارة عرفت اني في أمن المحاويل ووضعت في غرفة بمفردي، وأثناء ما ينتابني من صراع وقلق واستفسارات كثيرة سمعت أصوات الصياح واستغاثة المعذبين وأصوات المتوحشين وكلماتهم البذيئة توقف الصياح وفي جلستي ينتابني شعور بالألم لما يتعرض له اولئك المعذبون، وكنت انتظر دوري وبدأت اصوات الاستغاثة وعرفته انه الراحل الرفيق صلاح الشمري، وانتابني قلق جديد خشية ان يدلي بمعلومات حيث كانت تربطني به صلة تنظيمية.

وجاء دوري وبدأ العزف من جديد وكانت الصعقات الكهربائية وغيرها والاسئلة نفسها تتوالى والانكار مستمر وفي مساء اليوم الثاني اتو بالشخص المعترف وكانت أقواله عندما جاء لزيارة شقيقي في مستشفى الجملة العصبية في بغداد واهية سوى اني أعطيته جريدة الفكر الجديد وقلت له الله كريم. وفيها بيان الاحزاب الشيوعية العربية التضامن والادانة ضد الحملة الهستيرية التي قام بها النظام الدكتاتوري ضد الحزب الشيوعي، وسأله المحقق هل طلب منك الانضمام للحزب من جديد، أجاب لا. 

ثم سألني عن علاقتي بالرفيق صلاح ،اجبت ابن مدينتي وصديقي وليس  لي علاقة حزبية معه .انتهى التحقيق ونقلنا بالسيارة  معصوبي الاعين  ونحن في توقيف ناحية مشروع المسيب ومعي إضافة للرفيق صلاح  الشهداء علي صبري  وكاظم نور وحمام نور وحمزة  عيدان وكان معنا عناصر من حزب الدعوة وآخرين،  وفي الشهر السابع أفرج عني وانتهت الرحلة وكانت تجربة غزيرة  وغنية بما رافقها من مواقف انسانية لا  مجال لذكرها  مع بعض عناصر الأمن وعناصر من حزب الدعوة   وبصمودي  وصلابتي بالحفاظ على الامانة التي حملتها  نجحت بعبور الامتحان  واضيفت صفحة مضيئة في نضالي في حزب الكادحين والشهداء فتحية لكل شهداء الحزب وانتفاضة تشرين  والرفاق المناضلين  ولا زلت سائرا في مسيرة الحزب  نحو التغيير الشامل.

عرض مقالات: