اخر الاخبار

أقامت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، بالتعاون مع مركز “باهرون” الثقافي، الخميس الماضي، أمسية ثقافية رمضانية حملت عنوان “الجنون فنون”.  الأمسية التي أقيمت على الحديقة العامة في حي الموظفين وسط كربلاء، حضرها جمع من المثقفين. بينما أدارها الرفيق سلام القريني، واستهلها قائلا أن “الكثير منا يخلط بين الامراض النفسية والعقلية، لكون الامر غاية في التعقيد ويتعلق بالإنسان”، مشيرا إلى “عمق عقدة الوعي - الشعرة الفاصلة بين الإنسان الطبيعي السليم نفسيا وعقليا وغير الطبيعي”.

 وأوضح أن “الجنون ناجم عن مرض عقلي سببه الرئيس تلف يصيب خلايا الدماغ، ما يؤدي إلى حصول تغيرات سلوكية كبيرة تدخل الإنسان في عالم اللاوعي، منها الخوف والقلق والاكتئاب وسرعة الغضب والهلوسة”، مشيرا إلى أن “الطب النفسي وضع قائمة طويلة بالأسباب التي تقود إلى الجنون، وفي مقدمتها العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلا عن الاضطهاد والكبت والأوهام والكوابيس”.

بعد ذلك، تحدث الكاتب لؤي زهرة عن بعض الشخصيات المجنونة في كربلاء. وقال أنه “بحكم عملي في المدينة القديمة، ارتبطت بعلاقات مع أشخاص مجانين كانوا ينالون من المجتمع السخرية، حد مطاردتهم وضربهم بالحجارة”، مبينا أنه “كنت أجلس مع هؤلاء المجانين، واحاورهم، وكان أبرزهم (جاسم)، الذي كان يدور في الأسواق ويسب الزعماء، ما عرضه أيام النظام المباد إلى الضرب في الشارع على أيدي رجال الأمن، وحتى بعد التغيير استمر جاسم في معاداته السلطة”.

وساهم في الأمسية أيضا، الفنان التشكيلي منصور السعيد، الذي عرض عبر جهاز الـ “داتا شو”، رسوم بورتريه أنجزها لأكثر من 20 مجنونا كان قد حاول إقامة صداقة معهم، قسم منهم يعيش في دور الرعاية.

وقال أنه واجه صعوبة في التقاط صور مناسبة لهؤلاء المجانين، كونهم يرفضون الثبات أمام الكاميرا، وينفعلون منها، مستدركا “لكنهم ودودون، ومن يجيد التعامل معهم سيلمس فيهم إنسانا يريد العودة إلى عالم الوعي”.

وشهدت الأمسية مداخلات قدمها عديد من الحاضرين، بينهم الفنان التشكيلي فاضل ضامد والمهندس راصد الطيار.