اخر الاخبار

تحت عنوان «استذكارا لثورته الدائمة»، أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، السبت الماضي، جلسة استذكار للشاعر والمناضل الكبير مظفر النوّاب، في مناسبة مرور عام على رحيله.

جلسة الاستذكار التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمهور كبير من الأدباء والمثقفين، وأدارها د. حازم الشمري، مستهلا إياها بالقول أن «شعر النوّاب يشبه الوطن، وان هذا الشاعر من اعمق شعراء العرب المعاصرين ارتباطا بالأرض والوطن كهوية».

وألقى الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، كلمة في المناسبة قال فيها أن النواب كان يعيش انتفاضات دائمة عابرة للحدود «وعند رحيله شُيّع بانتفاضة أخرى كان يريد لها أن تكون». واستذكر قول النواب عندما زار مقر الاتحاد عام 2011، بأنه «الآن في أقدس مكان في العالم».  وتابع السراي كلمته قائلا: «ليس من الصعوبة أن تكون شاعرا في العراق. فكل شي في العراق شاعر، لكن الصعوبة أن تكون مظفر النواب». وكانت لوزير الثقافة الأسبق ورئيس تحرير «طريق الشعب» الرفيق مفيد الجزائري، كلمة تحدث فيها عن «شموخ النواب بكل المقاييس، سواء على الصعيد الإنساني أم الفكري أم الشعري»، واصفا النوّاب بأنه مناضل وثائر من اجل الإنسان والناس والشعب، ومدرسة نضالية وثورية كبيرة.

وقال أن «النواب معنا في كل جوانب حياتنا، في الداخل والخارج، بين الناس العاديين ووسط المثقفين»، مضيفا أن «النواب حقق اختراقا في كل شيء وليس في الشعر وحده».

وفي سياق الجلسة عرض فيلم وثائقي حمل عنوان «وتريات جواهرية»، من إنتاج الاتحاد. وتضمن الفيلم قراءات شعرية من الأرشيف للشاعرين الجواهري والنوّاب، مع انطباعات للناقد مالك المطلبي والشاعر ناظم السماوي. 

ثم توالت الشهادات والمداخلات بحق الفقيد. إذ استعرض الروائي أحمد خلف، تاريخ معرفته به، والذي كان في العام 1962، عندما كان خلف طالبا في مدرسة يدرّس فيها النوّاب مادة اللغة العربية. كما تحدث عن زيارته له في أحد السجون، وعن لقاء جمعهما معا في سورية.

أما الشاعر ناظم السماوي، فقد بدأ مداخلته بمرثية للنوّاب، عرّج فيها على سنوات سجنهما معا في «نكرة السلمان».

فيما تحدث الباحث زهير الجزائري، عن علاقته بالفقيد، مؤكداً أن «هذا الشاعر من المجموعة التي اسست الحداثة في العراق، لا سيما الحداثة التي طرأت على الشعر الشعبي وكسرت نمطيته المعتادة».

وساهم في المداخلات الكاتب والناقد جمال العتابي، الذي تحدث عن دور النواب في إدامة حركات الاحتجاج والترويج لها عبر الشعر. في حين قدم رفيق درب الفقيد، الشاعر رياض النعماني، ورقة نقدية عن النوّاب باعتباره ظاهرة شعرية استثنائية. الشاعر والناقد ريسان الخزعلي كانت له ورقة نقدية أيضا، تناول فيها دور النواب في تجديد القصيدة الشعبية، وأكد أن ديوان «للريل وحمد» كان مجس التحديث الأول في الشعر الشعبي العراقي.

وتواصلت الشهادات والأوراق النقدية عن الفقيد، والتي ساهم فيها كل من الناقدة موج يوسف والناقد علي شبيب ورد والشاعر رافد عزيز القريشي. وفي الختام، قدم الملحن المعروف جعفر الخفاف، مجموعة من أشعار النوّاب غناء وعزفا على العود.