اخر الاخبار

يقدر الأدباء والفنانون والمثقفون العراقيون الدور الذي يضطلع به الحزب الشيوعي العراقي في تعميق واغناء الاتجاهات الأدبية والفنية التقدمية في ثقافتنا المعاصرة. وحقيقة الأمر، أن أي باحث موضوعي في تاريخ أدبنا الحديث لا يستطيع تجاهل التأثير الكبير للفكر الماركسي على مختلف التجارب والاتجاهات الأدبية، وهذا متأت من إيمان الحزب بأهمية الوعي والنظرية، إذ (لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية) كما يقول لينين. وفي داخل الحزب هناك اهتمام خاص بتطوير المستوى الفكري والثقافي للرفاق، بالإضافة إلى تعزيز وتوسيع المواقع التنظيمية. ويحتل النشاط الفكري والثقافي داخل الحزب جانبا كبيرا من مجمل نشاط الحزب العام، مع إدراك متزايد بدور الأدب التقدمي في تعميق الصراع الايديولوجي وإغنائه.

ومنذ بدايات الحزب راح الأدب يحظى باحترام كافة الشيوعيين والتقدميين حتى كانت بطاقة العضوية تحمل كلمات التقدير للأدب والفن (كن تقدميا في نظرتك إلى المجتمع وفي نظرتك إلى المرأة، وشعبيا في نظرتك للعلم والفن والأدب، واحترام القادة الاجتماعيين والعلماء والفنانين والأدباء الذين يخدمون الشعب وتحرره الوطني وسعادته). وأصبحت المنطلقات النظرية الأساسية للفكر الماركسي في ميدان الأدب والفن ملكا لا للشيوعيين فقط، بل وسلاحا في يد جميع المثقفين التقدميين.

إن الادباء والمثقفين الشيوعيين يعيرون اهتماما كبيرا للحياة الادبية من خلال نشر الدراسات النظرية والتطبيقية في الأدب والفن مما يؤكد رغبة الشيوعيين العراقيين المخلصة لتعميق الجانب الإنساني والثوري في أدبنا وفي بلورة مفهوم تقدمي واضح عن الأدب والفن. ويمكن القول إن الكثير من التجارب الفنية والإبداعية في الشعر والقصة والمسرح لم تتكامل وتكتسب ملامحها النهائية إلا خلال تفاعلها مع الفكر الماركسي. فحركة الشعر الحر مثلا التي بدأت تحمل بعض الجذور الرومانسية البسيطة سرعان ما اقترنت بالرؤية الاجتماعية الإنسانية الملتزمة بفعل تأثير الفكر الماركسي وبفعل تصدر الادباء الشيوعيين والماركسيين والتقدميين للتجارب المبكرة في حركة الشعر الحر. وباستثناء تجارب نازك الملائكة مثلا، كانت أغلب التجارب الرائدة في حركة الشعر الحر التي قدمها السياب والبياتي مثلا، كانت تكشف عن هذا التزاوج العميق بين الرؤية الماركسية وبين حركة الشعر الحر لدرجة أن حركة الشعر الحر اكتسبت في العراق، بفعل هذا التزاوج، قيمة ثورية واجتماعية كبيرة جعلتها تحمل راية الثورة لا في ميدان التجريب الفني والتجديد العروضي للشعر العربي، بل وفي ميدان الصراع الاجتماعي والفكري أيضا. ومثل هذا القول ينسحب الى حد ما على ظهور الكثير من التجارب الإبداعية في القصة القصيرة والرواية والمسرح. أضف إلى ذلك إسهامات الشيوعيين في طبع ونشر العديد من المؤلفات الأدبية الموضوعة والمترجمة، وإصدار أعداد كبيرة من الصحف والمجلات الأدبية. ولا ننسى هنا إسهام الادباء الشيوعيين والتقدميين في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وفي رفد الثقافة والأدب العراقي بنتاجاتهم المتميزة حتى يومنا هذا، فضلا عن إسهامات عدد غير قليل منهم في النقد الأدبي.

وتجدر الإشارة إلى حرص الحزب على تطوير الآداب القومية الأخرى وبشكل خاص الأدب الكردي والأدب التركماني وآداب بقية المكونات القومية المتآخية في العراق.

اليوم تحتل الثقافة والأدب حيزا واسعا في صحافة الحزب، في جريدته المركزية (طريق الشعب)، ومجلة الثقافة الجديدة، ومجلة الشرارة وغيرها.

عرض مقالات: