مع إن العرض المسرحي للدمى يكمن في سحره، الا انه في حقيقة الأمر نجد أن الأشياء غير الحية تبدو وكأنها حية على المسرح. الدمى ليست أشخاصاً، ولكن بواسطتها يمكن تمثيل الأشخاص بشكل أفضل، ويمكن أن تجسد لنا دور الإنسان بشكلٍ رائع يتقبله الجمهور ويتناغم معه، ويحدث ذلك من خلال خيال الجمهور وتصورهم لتلك الشخصيات التي تبدو على شكل دمية ناطقة، تنبض وتروي للجمهور قصصاً عن الأشخاص وعن الدمى مملوءة بالحياة. الدمى تمحو الحدود بين الواقع والخيال. ولذلك فإن صناعة الدمى قريبة من عالم القصص الخيالية والأسطورية، الذي لا يفرق بين السحر والواقع. بطريقة مسلية ومدهشة وشاعرية تستكشف حدود الواقع والخيال، اللقاء والجمعُ بين الناس والأشياء أمرٌ غاية في التعقيد، ويتطلب دراية بالشكل المناسب للشخصية كي يبدو أكثر قرباً من تلك الشخصية. إن اللقاء مع أنواع مختلفة من الدمى (مثل الدمى اليدوية، ودمى العصى، والدمى المتحركة، ودمى الفم، والأشياء، وما إلى ذلك) مع الدراما وكذلك مع مسرح الظل ومسرح الأقنعة. وتلعب الموسيقى في هذهِ العروض دوراً كبيراً لا يمكن الاستغناء عنهُ، بل يمكننا القول بأن الموسيقى تجسدُ الصورة المتكاملة في كثير من الأحيان، عندها سوف يُعرضُ على الجمهور عالمٌ منفتحٌ، أنه العالم المسرحي الرائع والجذاب والمبدع. إن فن المزج بين الدمية والإنسان في ألمانيا (فن الإنسانُ والدمية) هم نخبة من الممثلين الرائعين من محركي الدمى، ويتم العمل بروح الفريق الواحد لينتجوا لنا عروض مسرحية متطورة للأطفال والكبار. ومن الجدير بالذكر في هذا المنحى بأن القائمين على هذهِ العروض المسرحية المدمجة بين الدمية والإنسان، توظف في كثير من الأحيان الأدب الكلاسيكي والروايات العالمية ذات الانتشار الأوسع لتطورها وتجسدها في عروض الدمى، إلى جانب الأعمال ذات الطابع الحديث فضلاً عن كتابة نوص خاصة بهم. بالإضافة إلى ذلك، فأن المشرفين على هذهِ المسارح يقومون بتطوير وإثراء عن عروضهم المسرحية المدمجة بالموسيقى التصويرية في غالب الأحيان لتقديم أعمال تتماشى مع مفهوم التربية النفسية والتربية الموسيقية بالنسبة للأطفال. كما تسهم الكثير من تلك الأعمال في تطوير فن مشاهدة وتفهم العلوم المتحفية. ولغاية قتنا الراهن، تم التعاون مع عظماء المشهد الثقافي في مدينة بريمن الألمانية مثل (أوركسترا بريمن) وصالة العروض الفنية في مدينة بريمن.
إن مسرح العرائس بعروضهِ المتنوعة والممتعة تكون أكثر ملاءمة للأطفال في عمر الروضة وكذلك لطلبة المدارس الابتدائية، بناءً على ما جاء على لسان التربوي الألماني (أندرياس بيته) مستنداً على الكتاب الذي ألفته (ميريام كوخ)، وهذا الكتاب مدعماً بالصور التي تحاكي عقلية الطفل وتوجهاته واهتماماته.