اخر الاخبار

 كان ملحناً وموسيقاراً وعازف بيانو ألماني، وهوَ أحدُ الشخصيّات البارزة في الحقبة الكلاسيكيّة التي تَسبِق الرومانسيّة؛ ويُعتَبرُ من أعظَم عباقرة الموسيقى في جميعِ العصور وأكثَرهُم تأثيراً. وأبدَع بيتهوفن أعمالاً موسيقيّة خالِدة، كما ان له الفضلُ الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكيّة. وتَشمَلُ مُؤلّفاتُه تِسعَ سيمفونيّات وخَمسَ مقطوعاتٍ على البيانو وأُخرى على الكمان، واثنينِ وثلاثينَ سوناتا على البيانو وسِتّة عَشر مقطوعةً رُباعيّة وتريّة؛ كما ألّف أيضاً أعمالاً للصالونِ وأُخرى للجوقة وأغانٍ أيضاً.

وُلِدَ بيتهوفن في مدينة بون التي كانَت عاصمة انتخابية لكولونيا وجزءاً من الإمبراطورية الرومانية، وظهرت موهِبَتُه الموسيقيّة في سِنّ مُبكّرة ودَرسَ على يَدِ والِده يوهان فان بيتهوفن وكريستيان جوتلوب نيفي .خِلالَ الاثِنتَي والعِشرين السنة الأولى من حياتِه، دَرَس بيتهوفِن الموسيقى مع فولفغانغ أماديوس موتسارت كما أصبَح صديقاً لجوزيف هايدن  . وانتَقَل إلى فيينا عامَ 1792 وبقيَ حتّى مماتِه ودَرس هُناك بِرفقَة هايدن وكوّن لِنَفسِه سُمعةً طيّبة باعتبارِه عازِف بيانو مُتمكّن. في عامِ 1800 -تقريبًا- بدأ سَمعُه يتدهور، وبحلولِ العُقدِ الأخير من حياتِه صارَ أصمّاً تماماً، إلّا أن صَممه هذا لم يَمنعهُ من إكمالِ مسيرَته الموسيقية، فقد ألّف أحدَ أشهرِ الأعمال في تِلك الفَترة، واستَمرّ في التأليفِ حتى وفاته عام 1827.

وفي كتابه “ماوراء الخير والشر”، رثى نيتشه إلموسيقار الكبير بهذه العبارات: انقضى الزمن الجميل الذي بدأ في ألحان موتسارت - ما مدى سعادتنا لأن الروكوكو الخاص به لا يزال متاحاً لنا، وأن “معشره الجميل” ، وأحلام اليقظة الخاصة به، وشغفه في الطفولة بالفن الصيني، ولطفه الصادق، وجاذبيته إلى الرشاقة والمحبة والرقص، وإيمانه بالجنوب لا يزال يروق لنا وكان مجرد صدى للانتقال وتفرد في الأسلوب، ولم يكن ، مثل موزارت ، صدى للذوق الأوروبي العظيم الذي يعود إلى قرون. بيتهوفن ظاهرة وسيطة بين الروح القديمة المتهالكة، التي تنكسر باستمرار، والروح الخارقة للطبيعة التي تولد باستمرار؛ تضيء موسيقاه بضوء الشفق من الخسارة الأبدية والأمل الأبدي الجامح - الضوء ذاته في أشعة الشمس الذي استحمته أوروبا عندما حلمت مع روسو، ورقصت حول شجرة الحرية للثورة، والآن إلى أي مدى تبدو لغة: روسو وشيلر وشيلي وبايرون غريبة على آذاننا، الذين عبروا جميعاً بكلمات عن مصير أوروبا نفسه الذي تسبب في موسيقى بيتهوفن!”.