اخر الاخبار

في عام/ 2005، عندما اوفدت الى سورياً للمشاركة في مهرجان دمشق الدولي للزهور، كان هاجس يدفعني دفعاً لاقنص الفرصة لان التقى استاذنا الراحل مظفر النواب شاعر الشعب الشهير ورمز الخداثة والتجديد في القصيدة الشعبية العراقيةمنذ منتصف القرن العشرين..

وهذا ماحصل فعلاً في نهاية حزيران/ 2005 وفي ظهيرة احد الايام كانت محطة استراحتي في (مقهى الهافانة) الواقعة بساحة الشعداء وسط دمشق القديمة خاصة بعد ان عرفت ان النواب يلتقي في هذه المقهى يومياً تقريباً، وبعد نصف ساعة من الانتظار اطل (ابو عادل) بقامته النحيلة وقبل ان ان يستقر على الاريكة التي اعتاد ان يستريح عليها ناداه صاحب المقهى واعلمه ان هناك شخص عراقي ينتظره، واشر بيده علي من بعيد..

وهكذا فقد استقبلني بكل حفاوة بالغة وهو لم يعرفني من قبل ولم يلتقيني سابقاً..

وعندما عرف اني من بغداد واعمل في صحافة الادب الشعبي، التفت الي متسائلاً..؟

- هل تعرف كاظم غيلان..

- اجبته : نعم كاظم غيلان الدراجي صديقي وصاحبي الحبيب..

وحيت للنواب علاقتي بغيلان منذ ان كان في مدينته (العمارة) في بداية سبعينات القرن الماضي حيث كنت انشر له بعضاً من نتاجاته الشعرية والنقدية كذلك..

- رد علي النواب: أيباه، صدگ هذا الحچي..؟

اجبته : كفيلك العباس هذا الحچي صدگ ومضبوط ضبط العگال..!!

عندها انطلق بقهقة عاليه بحيث انتبه لها معظم رواد المقهى.. مما دفع بصاحب المقهى لان يحضر الى طاولتنا وهو يضحك ايضاً ونظر الي وقال:

شو.. يازلمه.. تكرم عينك ايش حكيك للاستز مزفر حتى يضحك عيك..!!!

اجبته: عمي هذا بخت كاظم غيلان، مو اني...

عندها عرفت مكانة الزميل كاظم غيلان لدى استاذنا النواب وهذا مااسعدني كثيراً...

لذلك ان واثق من قدرة غيلان ومن معه من زملاىنا الاخرين الذين كلفتهم وزارة الثقافة بجمع الاثار الشعرية (الفصيحة والشعبية) للنواب بهدف طبعها بمجلد ضخم لتوثيق وحفظ تراث مظفر النواب الذي اصبح جزء اصيل من ارث الشعب العراقي..

عرض مقالات: