اخر الاخبار

لا خلافَ علينا عندما يشبُّ فينا الجدل

فنحن خوذةُ الفحلِ المحاربِ في ذروةِ الزحفِ المحكم

نشعلُ الأنفاسَ ونلجمُ الشكَّ عند العبور

نحن أُخوةُ العهدِ وما تبقّى من المواثيقِ رغم حوافرِ النسيان

تسرّنا هندسةُ الصفوفِ في لمعانِ الرهطِ المهيب

نمتطي الغيمَ عندما يشتدُّ التنافسُ

نستنهضُ المجدَ المقفلَ على هيبتهِ

لذلك رضينا بشقشقةِ الأقدارِ حتى نختزلَ النهارَ بتفاسيرِ الكتب

نحن ملحُ كلّ معتقدٍ على قارعةِ الشفق

ومضةُ كلّ شهيدٍ يتقدّمُنا بدرعِ الصعودِ المبجّل

فكيف نتخلّى عن التراجمِ التي منحتنا قواميسَ العجب؟

فيا هذا الوطنُ المرفرفُ على الآفاقِ في أخر اللوح

لا تخفي علينا شواهدَ الوحي الذي يلي ساعةَ النزول

مُذ تعرفنا إليك في تجاعيدِ الزمانِ حتى شيخوخةَ أعمارنا

وأنت الوحيدُ الذي يتجدّدُ في انبلاجِ الغواياتِ بشهقةِ الغد

أنت أكثرَ البلدانِ ابتكاراً للغزل

تخرجُ دائماً من مشيمةِ الجوهرِ ومن توابلِ موعدِنا الورديّ

فإذا انفلقتْ أحجارُ البهجةِ من نورِكَ الكامنِ فينا حدّ العظم

نعلنُ باسمك تناسلَ الضوءِ ونمسحُ عنكَ أثرَ العيون

نغوصُ فيك حاملينَ رايتَنا الحمراءَ قريباً من ملامحِ الرعد

نشمُّ الجذرَ الممزوجَ بالأسرارِ المشفّرةِ بالغبش

هكذا مضينا بما هو متاحٌ والأيامُ حُبلى بذاتِ الصهيل

قلْ إنّك سوف توقظُ فينا الحريقَ وتكسو مائدةَ الوقت

وإنّك ستنشرُ بيارقَكَ على كلِّ الأقاليمِ بغية الاحترافِ بالرهبة

فما علينا الآن غير التمسّكِ بتلابيبِ البطولة

هل أتاكَ العصفُ يوم باغتنا الباطلُ بكلِّ أسلحةِ الغدر

ليكنْ ما بيننا بحجمِ الرغيفِ وبعدها ستردُّ علينا بمعنى السؤال

فخذْ بمعيتكَ هذي الحشودَ حتى لا تكرّرَ الاعتذارَ

خذْ البديلَ لتلك التواريخِ التي لا تذكرُ إلّا في اليباس

فلنباركِ الشملَ ونستكملِ الصولات بهمّةِ الحديد

فقد كنّا نعتمدُ العنادَ في انكسارِنا الغضِّ منذُ ألفِ جيلٍ وجيل

كنّا نلمسُ النبعَ في ثناياكَ لننعشَ النبضَ تحت سورِكَ الشاهق

لكنّنا عُدنا لأقربَ مغارةٍ كي لا نجرحَ قطيفتَكَ من الشطح

خرجنا من حقبةِ الضجرِ المملِّ الذي أثقلَ الروحَ

ثم انعطفنا بالجهاتٍ إلى موازينِ حصادِنا الآتي

نلهمُ الفصاحةَ أكثرَ حتى نؤدّي الطقوسَ في البسالة

فويلٌ للأقلامِ من التزويرِ في الرجزِ بين ممتدحٍ وممدوح

هذي الأجراسُ دقّت بعد طولِ النزف

هذي المسافةُ بيننا وبين الأعوامِ التي سرقها الحاكمُ النذلُ

لكنّنا سنظلُّ نبحثُ عن ملامحنا فيك حتى لا ينخرُنا اليأس

ليس من العبثِ أن نهيمَ بقائمةِ الأمسِ ويلسعُنا الحنين

لم ننسَ قطّ لزومَ ما يلزمُ من التوضيحِ

ماذا نقولُ وهذا الطقسُ يشبهُ غيابَ الملحِ عن الكلمات

وأنت المتكأُ على ضفّتيكَ لتستوفيَ المدَّ على هضباتِ النشيد

تحملُ زوّادتكَ من شبقِ الحياةِ ولا تنتهي عند الزوال

ما من عابرٍ لهذه المدائنِ إلّا ويتوقّفُ أمامَ فراتكَ العذب

فبأيّة بلاغةٍ نمضي إذا ضيعتنا على أدراجِ المرحلة؟

قلْ إنّكَ ستظلُّ بهيّاً على الرغم من الأشباحِ التي تتخفّى في الدروب

وإِنّك ستعودُ أحلى لتنسجَ أفقَنا بالقزحِ الملوّن

اِيّاكَ أن تتأخّرَ إذا عقدتَ العزمَ وعجّلْ في الهبات

فقد كبُرنا خارجَ قواعدِ المألوفِ ولم يكنِ الصوتُ يكفي

لكنّنا كشفنا الغطاءَ عن خديعةِ الأدوارِ بحزمٍ

فلا نظنّكَ نسيتَ الفِخاخَ التي نصبت لنا في أوّل الفتك؟

لم نقبل أن تقاس حريتنا بالأشبار بل

زدنا عليها من لهيبكَ حتى يكتملَ النفيرُ

لذلك سندقُّ نواقيسَ المعجزةِ في الضربِ بكلِّ ناحيةٍ

سنهطلُ عليك بالندى ونكشفُ عن الضمانِ الأكيد

ندثّركَ بالقصائدِ خوفاً عليك من عبثِ الغزاةِ وتواطؤِ الكهنة

نضمد جرحَك بما تبقّى من الصحوِ

عسى أن نرتقَ الأخطاءَ التي تجاوزتِ الوقتَ المطرَّزَ بالخجل

عرض مقالات: