اخر الاخبار

انتاج عام ٢٠٠٠ عن رواية تحمل ذات الاسم لجوان هاريس.  تقول الاسطورة أن قبائل المايا كانوا يقدمون الكاكاو كمشروب مقدس ولديهم اسطورة تقول:” ان الكاكاو يكشف الشغف والشوق و المصير”.

  في عام ١٩٢٧ كانت ابنة ريح الشمال تشيتزا وهي من قبائل المايا شغفت حبا برجل فرنسي، وهو عالم نباتات جاء باحثا عن دواء وعلاجات الصيدلاني جورج الذي زار امريكا اللاتينية “الوسطى“، تزوجها وهاجر معها الى فرنسا ورغم انهم حذروه ان ابنه سيواجه ريح الشمال ولا يستقر في مكان الا انه لم يكن ليصدق هذه الخرافات حتى استيقظ ذات صباح ليجدها قد رحلت الى المجهول مع ابنتها فيفيان التي علمتها صنع الكاكاو والشيكولاتة بكل نكهاتها وتعرف منها امزجة الناس وما يتناسب مع شغفها ومشاعرها.

يبدأ الفيلم بالأم العزباء فيفيان وابنتها أنوك وقد قدمتا مرتديتين معطفين احمرين ومع هبوب ريح الشمال اندفعتا الى قرية نائية يحكمها كونت دي رينو، ابا عن جد متشدد دينيا وقارئ مؤمن لكتاب الليتورجيا (العهد القديم)، يسيطر علي القرية بأفكاره المتشددة دون ان يراعى احتياجات ونوازع ومشاعر الانسان الطبيعية ليقوم بقمعها ولا يعلم ما يصيب الجميع  حيث ان سكان هذه القرية التي يغلق الجميع على نفسه الباب محتفظا بأوجاعه وهمومه لنفسه، ثم تفتح محل بيع الشيكولاتة في شهر الصيام، فيقوم الكونت بتحريض الجميع ضدها لأنها غير مؤمنة  ولديها ابنة غير شرعية، ولا تحضر القداس الذي يكتب موعظتها بنفسه ليسلمها للاب هنري ثم يلتقيها يوم الاحد او يقوم بتصويبها!

 المرأة اللطيفة فيفيان، المحبة للحياة والخير تحمل بداخلها واجبات امها ابنة ريح الشمال بان تقديم المساعدة وتغيير حياة الاخرين بان تجعلهم سعداء متآلفين كعائلة واحدة.

كان واجبها الابدي الرحيل كلما انهت مهمتها في بلدة ما لتنتقل الى بلدة اخرى، يحتاج اهلها للمساعدة ولكن ابنتها لاول مرة تطلب منها الاستقرار والبقاء، فهل ترضخ لنداء البقاء، رغم ان ريح الشمال تهب في كل وقت وتدعوها للرحيل فقد انهت مهمتها في هذه القرية وغيرت حياة سكانها..

انه نداء الحب الذي يبدأ منذ بداية هذه القصة للعيش في سلام ووداعة، حتى يحيى الجميع بأمان الحب والعطاء فقد تغيرت حياة جوزفين الزوجة المعنية والتي لم يحس احد قط بمعاناتها مع زوج يعاملها بالضرب والاحتقار..

الابنة كارولين التي تمنع ابنها من زيارة جدته ارماندا، الرجل الهائم على وجهه بالطرقات لأنه يخشى كلام الناس اذا ما تزوج بهذا العمر المتقدم وقصص كثيرة يحتويها هذا الفيلم الرومانسي الاجتماعي، الجميل..

كم نحتاج الى ريح شمال تدخل البيوت لتمسك بيد الضعيف وتشد من أواصر الاسرة والعائلة، حتى يعيش الجميع بلا زيف ولا تصنع ولا قمع..

ــــــــــــــــــــــ

*كاتبة سعودية.

عرض مقالات: